الانتخابات الأفغانية

قالت صحيفة /وول ستريت جورنال/ الامريكية ان الازمة الافغانية الحالية الناجمة عن خلاف مرشحي انتخابات الرئاسة على نتائج الجولة الثانية تهدد بشق الصف الافغاني في مرحلة تمثل اهمية لوضع افغانستان الامني.
واوضحت الصحيفة، في تقرير اوردته على موقعها الالكتروني اليوم، ان تفاقم الخلاف بين مرشحي انتخابات الرئاسة الافغانية عبد الله عبد الله واشرف غني حول من سيخلف حامد كرزاي في حكم البلاد، بعد الاعلان عن فوز غني ورفض عبد الله الاعتراف بالنتائج، جعل شبح تفتت الاراضي الافغانية يلوح في الافق بالفعل.
واشارت الى ان حاكم ولاية بلخ الواقعة شمال افغانستان عطا محمد نور، احد اقرب حلفاء عبد الله عبد الله، اعلن انه لن يعترف في ولايته الا بحكومة يقودها عبد الله.
وقالت الصحيفة ان الانتخابات الرئاسية كان من المفترض ان تشكل انتقال افغانستان الى سيادة كاملة في وقت تغادر فيه القوات الامريكية والدولية الدولة الآسيوية نهاية العام الجاري، لكن اثبتت الانتخابات حتى الآن انها عامل يزعزع الاستقرار، إذ اثارت مخاوف العودة الى الحرب الاهلية، كما تأتي هذه الازمة في وقت تتقدم فيه حركة طالبان ويترنح الاقتصاد الافغاني وتتضاءل المساعدات الدولية.
ورفض عبد الله نتائج الجولة الثانية من الانتخابات، زاعما ان العملية شابها التزوير وهدد بتشكيل حكومة مستقلة خلال ايام، بينما رفض فريق الحملة الانتخابية الخاصة بمنافسه غني كل هذه الادعاءات واكد عدم حدوث اي عمليات تزوير من جانبه.
ومضت "وول ستريت جورنال" تقول في تقريرها ان استراتيجية عبد الله تعرض دعم الولايات المتحدة للخطر بعد ان انفقت مئآت المليارات من الدولارات على حملة عسكرية ومدنية لارساء الاستقرار في افغانستان.
ولفتت الى ان الازمة الحالية لها في الوقت نفسه انعكاسات على الوضع الامني لافغانستان، فقد اشار عبد الله وغني الى انهما سيوافقان على التوقيع على اتفاقية امنية مع الولايات المتحدة اذا وصل اي منهما للسلطة لمواصلة بقاء القوات الامريكية في افغانستان بعد هذا العام، ولا تريد ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما انهيار العملية في الدقيقة الاخيرة كما حدث في العراق..
غير ان الادارة الامريكية لا ترغب مع ذلك في التوقيع على اتفاقية مع رئيس يتولى الحكم في افغانستان عبر عملية تفتقر الى المصداقية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي قوله في هذا الصدد "ان المجتمع الدولي لن يكون قادرا في الواقع على دعم افغانستان منقسمة ضد نفسها، ان الوحدة الوطنية تصب في صالح افغانستان".