قوات الشرطة المصرية

 تجرّد عامل من مشاعر الإنسانية ، عندما أغواه الشيطان و دفعه إلى قتل شقيقه من أجل حفنة من المال لن يفرح بها إلا في لحظتها، ولن تدوم طويلًا بعد أن يفوق من غفلته وتأثير المواد المخدرة التي أطاحت فيما تبقى من عقله، فقرر أن يقتل شقيقه ابن أمه و أبيه ليستولي على أموال شقيقه التي يجمعها لشركة يعمل بها مندوبًا للمبيعات.

ولم تحتج خطة الشر و الدماء وقتًا كثيرًا من الجاني، لكي يُعد ويخطط لها، فقد كان الشيطان مستعدًا بخطة بسيطة تتناسب مع شقيقه البرىء قلبًا و سلوكًا، والذي لم يتخيل فى يوم من الأيام أن شقيقه الأكبر يفكر في مجرد إيذائه، لكنه لم يعلم أن شقيقه عقد صفقة مع الشيطان للتخلص منه نهائيًا للحصول على حصيلة ما جمعه من أموال للشركة.

بدأت مشاهد العملية الاجرامية باستدراج أخيه"المجني عليه" بحجة التجول وسط الزراعات، وأوهمه الجاني بأنه تناسى خلافه معه بشأن مبلغ الـ 10 آلاف جنيه التي طلبها منه للانفاق على المواد المخدرة التي أدمنها مثل شرب الشاي، وذلك بعدما شاهد مبلغ 50 ألف جنيه مع شقيقه"المجني عليه" حصيلة أموال الشركة التي يعمل بها، وعندما اقترب الشقيقان من منطقة خالية من الناس وسط الزراعات، استل شومته" عصا" و انقض على رأس أخيه حتى فارق الحياه، و ألقى بجثته وسط الزراعات.

انتهت مشاهد الجريمة التي مثلها المتهم أمام فريق من النيابة في وقت لاحق، لكنها لم تنته مثلما انتهت قصة قابيل وهابيل -الذي شعر بالذنب واستلهم من الغراب كيفية مواراة جثة أخيه- فما أن انتهى من جريمته الشنعاء ترك جثة أخيه فى العراء وسط الزراعات ليكتشف أمرها المزارعين فيما بعد، وذهب مهرولًا إلى منزل شقيقه ليستولى على المال الذي أعمى عينيه وقلبه و دفعه إلى قتل شقيقه، وعندما سألته زوجة المجني عليه عن شقيقه رد عليها بلا رحمة أو ندم بأنه لم يراه منذ الصباح.

بعد اكتشاف أمر الجثة و تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير تقدم الجنازة باكيًا بحرقة على فراق أخيه، و نفسه تتراقص فرحًا و كأنه قد أسدل الستار على جريمته الشنعاء، إلا أنها ساعات وكان دليل الإدانة في يد رجال المباحث، حيث تناسى بصماته الموجودة على " أداة القتل" الشومه" وتم توقيفه عليه و قررت النيابة سجنه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

ولم يكن تاريخ المتهم ناصعًا بالبياض أو مزين بصفحات المحبة والرحمة، لكنه تاريخ صفحاته مزينة بالجرائم، وآخرها جريمة قتل عمد خرج من السجن بعد قضاء نصف مدتها، لم تكن رادعًا له لكى يتوب عن أفعاله و يفتح صفحة جديدة، بل كانت بداية لفتح صفحة أكثر دموية، بدأها بقتل أخيه بدم بارد دون خوف من رب منتقم أو سجن آخر ينتظره ليقضى فيه ما تبقى من حياته إن لم يحصل على حكم عاجل بالإعدام شنقًا مع سبق الإصرار والترصد.

ولم تكن عبارات الندم التي أطلقها المتهم أثناء اعترافه أمام النيابة ,سوى وسيلة جديدة لإيهام المحققين بأنه لم يكن فى وعيه و أن الشيطان كان شريكه فى الجريمة، معتقدًا أن دموع التماسيح و عبارات الندم الكاذبة سوف تخفف من حكم المحكمة التى لن تقضى إلا بالأدلة والوقائع المؤكدة أمامها.

وكان مدير أمن قنا، قد تلقى إخطارًا من مركز شرطة أبوتشت، بالعثور على جثة أبوالوفا تغيان29 عامًا "مندوب مبيعات" بها آثار ضرب بالرأس وملقاه في قرية الزرايب، فتم تشكيل فريق بحثي لكشف ملابسات الواقعة، و تبين أن شقيقه بدوي تغيان 44 سنه- عامل"خرج من السجن منذ فترة قريبة بعد قضاء نصف المدة في قضية قتل عمد" وراء ارتكاب الجريمة بهدف سرقة 50 ألف جنيه كانت بحوزة شقيقه.