الخارجية الروسية

رفضت روسيا أمس الثلاثاء تقريراً لتحقيق دولي يتهم الحكومة السورية بالمسؤولية عن هجوم فتاك بالغاز السام فيما يثير شكوكاً حول ما إذا كان بوسع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاتفاق على تمديد تفويض التحقيق قبل انتهائه في الأسبوع القادم.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد محاولة أمريكية أولية لتجديد تفويض التحقيق المشترك بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في 24 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي قائلة إنها تريد انتظار نشر تقرير التحقيق بعد ذلك بيومين.

واقترحت بعد ذلك مسودة قرار منافسة قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فلاديمير سافرونكوف إنها تهدف لتعزيز فاعلية التحقيق وتصحيح أخطاء ومشكلات منهجية، وقال سافرونكوف لمجلس الأمن خلال اجتماع بشأن التقرير "دون تغيير شامل سيصبح أداة لتصفية الحسابات مع السلطات السورية".

وخلص التقرير إلى مسؤولية الحكومة السورية عن هجوم في 4 أبريل(نيسان) الماضي، استخدم فيه غاز السارين المحظور في بلدة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة وأودى بحياة عشرات الأشخاص، ونفت الحكومة السورية استخدام أسلحة كيماوية.

ودفع الهجوم الكيماوي الولايات المتحدة إلى القيام بضربة صاروخية بعده بأيام استهدفت قاعدة جوية سورية، وقال نائب سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، جوناثان ألين مخاطباً مجلس الأمن إن "روسيا تحاول التستر على جرائم النظام السوري".

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي إنه "لا يمكن أن يكون هناك أمام مجلس الأمن ما هو أهم من تجديد تفويض التحقيق الدولي"، وقال دبلوماسيون إن "الولايات المتحدة عدلت مسودة قرارها في محاولة لكسب تأييد روسيا".

وأضافت هيلي: "أي شخص يمنعنا من تحقيق هذا الهدف يساعد ويدعم أولئك الذين يستخدمون أسلحة كيماوية، إنهم يساعدون في ضمان، ليس فقط موت المزيد من النساء والأطفال، وإنما موتهم بإحدى أشد الطرق الممكنة قسوة وألماً".

ويحتاج أي قرار من أجل صدوره إلى موافقة 9 أعضاء مع عدم استخدام أي من الأعضاء الخمسة الدائمين، روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حق النقض، وأبلغ ألين الصحفيين أن مسودة القرار الروسية لا تتمتع سوى بدعم ضئيل للغاية، إن وجد أصلاً، في المجلس وليس أمامها فرص حقيقية للنجاح.

وكان التحقيق قد خلص في السابق إلى مسؤولية القوات الحكومية السورية عن 3 هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015 وأن تنظيم داعش استخدم غاز الخردل، ووافقت سوريا في 2013 على تدمير أسلحتها الكيماوية بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة.