"الجن" طريق الثراء السريع للمشعوذين

دفع "هوس" الثراء السريع الكثيرون إلى اللجوء لطرق غير مشروعة لتحقيق حلمهم، فمنهم من لجأ إلى الدجل والشعوذة ومنهم من اتجه إلى طريق التنقيب عن الآثار، وكلاهما يستغل ويدعي صلته بـ "الجن" لتنفيذ ما يسعي إليه، وفي مدينتي الصف وأطفيح استغل المشعوذون طيبة أهلها وجهل البعض الآخر فمارسوا هوايتهم في النصب باسم السحر والجن.
الأيام الأخيرة كشفت تحقيقات نيابة الصف بإشراف المستشار محمد على حمودة عن نشاط أخطر دجالين شقيقين يستغلان اعتقاد بعض المواطنين في أفعالهما، وقاما بالنصب عليهم إلا أن نشاطهما اتخذ طريقة جديدة، حيث اعتمد على "التفريق بين الأحبة" بدلاً من حل مشاكلهم فتخصّصوا في علاج السيدات، خاصة مع رغبة المتهم الأول في إشباع رغباته الجنسية وجذب الضحايا من السيدات له.
 
بدأ الكشف عن جرائم المتهمين عندما تقدم شخصين ببلاغين ضد شقيقين بقيامهما بتصوير زوجتيهما أثناء علاجهما بالقرآن داخل منزليهما، حيث إنهما يدعيان أنهما معالجان روحيان، واستمعت النيابة لأقوال المبلغين وزوجتيهما والذين قرروا أنهم لا يعرفون كيف وصل الدجالين إلى تلك الصور، وكيف تمكنا من تصويرهما لهم خاصة أنهما كانا يحضرا لهم في منازلهم ولم تذهب إليهما أي من السيدتين.
 
وأشارت التحقيقات التي باشرها عبد المعز ربيع وكيل أول نيابة الصف ان المتهم الرئيسي "محمد" اشتهر منذ قرابة عامين بمساعدة المنقبين عن الآثار في فتح المقبرة التي يقومون بتحديدها، حيث يقومون بطلبه لمساعدتهم لادعائه صلته بـ"الجن" وتمكنه من استدعائه لفتح المقبرة، إلا انه بعد قرابة 6 أشهر، اتجه إلى طريق العلاج الروحاني والدجل والشعوذة وتخصص في علاج السيدات فقط مدعيا قدرتهم على حل الخلافات الزوجية والإنجاب وغيرها .
 
وأضافت التحقيقات أن المتهم استعان بشقيقه "رضا" وشخص آخر يدعي "محمد . م" لمساعدته في أعمال السحر وكان يتوجه إلى الضحية في منزلها، ونظرًا لجهله بالقراءة والكتابة كان يقوم بتشغيل القرآن في هاتفه ويطلب من الضحية سماعه عبر سماعات الأذن وأثناء ذلك يقوم بقراءة بعض الطلاسم ورسم الرسومات الغريبة في كافة أركان المنزل ويقومون بكتابتها في "أحجبة"، ثم يقوم بتلاوة بعض الطلاسم على مياه بـ "ملح"، ويطلب من الضحية شربها والاستحمام منها، ثم يطالبها بوضع "حجاب" يعطيه لها على بخور مشتعل والدوران حوله دون ملابس لمدة 15 دقيقة وكل ذلك يتم داخل غرفة النوم  التحقيقات أشارت أيضًا إلى لجوء المتهمين إلى "عطار" للحصول على بعض الأعشاب لعمل "الأحجبة منها" وتبين أنه يستخدم "زيت زيتون إسرائيلي" وأعشاب أخرى ومن خلال تلك الأحجبة والأبخرة يتمكن من عمل سحر للتفريق بين الزوجين، وأقرّ العطار في أقواله أمام النيابة بأنواع الأعشاب التي كان يقوم المتهمون بشرائها منه.
 
وأشارت التحقيقات طبقا لأقوال الضحايا إلى أنه عقب القيام بما يأمرهم به الدجال تبدأ الخلافات تدب بين السيدة وزوجها وترفض الاستمرار معه وتطلب الطلاق، ثم تبدأ مشاعرها في الاتجاه ناحية الدجال ويستغل المتهم ذلك في إلقاء نوع معين من السحر عليها فتصبح شبه غائبة عن الوعي ويقوم بتصويرها.
 
وفي الصف، ضحي عامل بالغالي والنفيس من أجل استدعاء الجن الذي سيمكنه من فتح مقبرة أثرية، فاستعان بشقيقه الذي أشار عليه أنه من اجل فتح المقبرة تقديم القربان الذي سيدفع الجن لمساعدتهما، وكان القربان ابنته التي قاما بخنقها حتى الموت، 8 أشهر من التحقيقات تمكنت خلالها نيابة الصف من الكشف عن حقيقة الجريمة بعد ما ادعى والد الفتاة وجدتها أن الوفاة طبيعية وأنها لقت حتفها نتيجة اختناقها بايشارب ترتديه أثناء نومها، تحقيقات وتحريات طوال تلك الأشهر أعادت فتح التحقيقات في القضية بعد حفظها وانتهت إلى ظهور أدلة جديدة تدين الأب والعم فتم إلقاء القبض عليهما وحبسهما على ذمة القضية.