وفاة طفل مصاب بـ"التوحد" داخل حمام نادي المنصورة

حالة من الخوف والذعر تنتاب أهالي أولياء أمور الأطفال المتدربين في إحدى أكاديميات السباحة الخاصة بنادي المنصورة الرياضي، بعد وفاة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة مصاب بـ"التوحد" داخل حمام النادي غرقًا، واتهم بعضهم المدرب بالتقصير، قبل أن تقول الأم في محضر رسمي إن المدرب الخاص به لم يقصر في أداء عمله مشيرة إلى أن الوفاة كانت طبيعية.

في الثانية وخمسين دقيقة من ظهر الخميس الماضي، تعالت صرخات أولياء الأمور والمتواجدين داخل نادي المنصورة الرياضي "فيه طفل غرق في حمام السباحة"، ليتجه كل من في النادي صوب حمام السباحة، ليجدوا طفلًا مدللًا بجانب "البسين" ويسعى مدربه ووالدته لإنقاذه، لكنه لم يستجب فقرروا نقله إلى مستشفى الطوارئ ليلفظ أنفاسة الأخيرة هناك.

 مقر نادي المنصورة الرياضي، والمعروف بين أبناء المدينة بـ"نادي الشعب"، الأمور تسير كالمعتاد، والحياة عادت مرة أخرى لحمام السباحة، لكن رحلة البحث عن حقيقة وفاة الطفل بدأت.

مجدي الشافعي، عضو مجلس إدارة نادي المنصورة الرياضي وأمين الصندوق، قال إن حمام السباحة مؤجر لإحدى الأكاديميات الرياضية، لتشغيله منذ شهرين بموجب عقد موثق بين مجلس الإدارة ومالك الأكاديمية لمدة عامين، مشيرًا إلى أنه لا علاقة للمجلس أو النادي بالواقعة.

عضو مجلس إدارة النادي قال لـ"مصراوي" إن كل ما يعرفه حول الواقعة، أن الطفل الذي توفى كان يتدرب "برايفت"، بواسطة مدرب خاص، لكنه شعر ببعض الآلام وشرب مياه من الحمام وأسرع المدرب الخاص به لإخراجه إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة، لكن أضاف أن والدة الطفل لم تتهم إدارة النادي أو المدرب الخاص بابنها بالتقصير.

وحاول التواصل مع أحد المدربين المتواجدين في الحمام، لكنه رفض الحديث عن الأمر، قائلًا: " ملناش علاقة بالموضوع ووالدة الطفل أكدت ده في محضر الشرطة، وكفانا تحقيقات".

أسامة سلامة، عضو مجلس إدارة نادي المنصورة الرياضي، قال إن الطفل لا علاقة له بالنادي، مشيرًا إلى أنه كان يحضر بناء على اشتراك والدته في الأكدايمة الخاصة بالسباحة والتي تشرف وتتولى مسئولية الحمام.

عضو مجلس إدارة النادي، أضاف أنه عقب الحادث مباشرة، تم تفريغ كاميرات حمام السباحة للتعرف على ما حدث بالضبط.

"تبين لنا أن المدربين ووالدة الطفل كانوا متواجدين من الثانية ظهرًا، حتى وقوع الحادث في الثانية و50 دقيقة، ووجدنا أنه عند وقوع الحادث، خرج المدرب مسرعًا حاملًا الطفل لإسعافه بواسطة والدته الطبيبة" يتابع أسامة الذي أضاف أنه عند توجه الجميع إلى قسم الشرطة لعمل محضر، لم تتهم الأم أي شخص يعمل في الحمام بالتقصير أو الإهمال، ما ترتب عليه صدور قرار من النيابة بدفن الطفل.

وتوصل إلى والد الطفل ويدعى "كامل. م. ح"، طبيب أسنان، ليروي لنا تفاصيل وفاة ابنه.

"كامل" قال إن ابنه "أحمد" مصاب بـ"التوحد" لذلك قررت الأسرة تأهيله نفسيًا عن طريق التنزه ومارسة للرياضة، وبناء على ذلك اشتركت الأم في أكاديمية تعليم السباحة الموجودة في النادي.

وتابع والد الطفل ان زوجتة أبلغته بما جرى وانتقل مسرعًا إلى مستشفى الطوارئ ليجد ابنه جثة هامدة، وبالاستفسار عما جرى أكدت له الأم أن "أحمد" حدث له بعض التشنجات داخل حمام السباحة جعلته يفقد الوعي ودخول كمية كبيرة من المياه إلى رئتيه، ما عرضه للغرق دون أي مسئولية على الأكاديمية.

تم الحصول على تقرير من مديرية الشباب والرياضة الموجه للدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة بشأن الواقعة والذي تضمن تشكل لجنة للفحص والدراسة ضمت كلًا من محمد السيد رمضان، مدير عام الإدارة العامة للرياضة، والسيد مصطفى أحمد، مدير المكتب الفني، وهاني إبراهيم المكاوي، عضو قانوني والتي انتقلت إلى مقر نادي المنصورة الرياضي لكشف ملابسات الواقعة.

واثبتت اللجنة في تقريرها أن إدارة النادي أجرت حمام السباحة إلى مركز للخدمات الرياضية بموجب عقد مؤرخ في تاريخ الأول من يونيو 2018، ولمدة عامين من تاريح التعاقد، ما ترتب عليه عدم مسؤولية النادي عن الحمام وتأمينه وإدارته.

تقرير اللجنة أوضح وجود هيكل إداري ومدربين مؤهلين بالعدد الكافي من قبل المستأجر لإدارة الحمام تحت مسئولية مجلس الإدارة.

التقرير قال إنه عقب تفريغ الكاميرات الموجودة في حمام السباحة، تبين أن الطفل المتوفى حضر بصحبة والدته وأخية في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرًا، ونزل معه المدرب الخاص به إلى حمام السباحة، وظلت الأم تراقبه من فوق المقاعد المخصصة للأهالي حول الحمام طوال فترة تدريبه، وظل الطفل يسبح بصحبة مدربة من الساعة الثانية وسبع دقائق حتى الوقت الذي توفي فية الثانية و50 دقيقة عصرًا، وأن المدرب كان يرافقه طوال تلك الفترة ذهابًا وإيابًا داخل الحمام حتى وافته المنية بين يدي المدرب وهو يلمس جدار الحمام في نهاية الجولة.

وذكر التقرير أن المدرب وجد أن الطفل المتوفى يده سقطت فجأة فقام على الفور بإخراجه من المياه وحضرت إليه والدته الطبيبة، ووقعت عليه الكشف المبدأي، ونقله إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة حيث وافته المنية.

وأجرت اللجنة تحقيقات مع مدرب الطفل، وقال إن الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ومصاب بـ"التوحد"، وأنه يتدرب بشكل خاص "برايفيت"، منذ 5 أشهر ومن خلال الإطلاع على الأوراق الخاصة بالمدرب تبين أنه مؤهل لتدريب تلك الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وكشف التحقيق عن أن المدرب الخاص بالطفل بعد عودته من مرافقة والدة الطفل بالمستشفى، أكد عدم توجيه والدة الطفل أي اتهام له أو للنادي بخصوص تلك الواقعة.

وأفاد المدرب في تحقيقات لجنة مديرية الشباب والرياضة، بأن والدي الطفل أقرا في المحضر رقم 9070إداري قسم أول المنصوة أن وفاة ابنهم طبيعية، ولم يتيهموا أحدًا بالتقصير أو الإهمال، وصرحت النيابة العامة بدفن جثة الطفل لعدم وجود شبهه جنائية.