الخرطوم - مصر اليوم
وقّع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وزعيم المعارضة رياك مشار اتفاق إطار في الخرطوم يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار يبدأ تنفيذه بعد 72 ساعة، وتشكيل حكومة انتقالية، في وقت رحبت واشنطن بالخطوة، واعتبرتها تقدمًا نحو سلام شامل في البلاد. ويتضمن الاتفاق فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، تُجرى بعدها انتخابات عامة، ويتم بموجبه بناء جيش قومي بعيد من القبلية، وجمع الأسلحة من المواطنين.
وتلا وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد بنود الاتفاق، شارحًا تفاصيل الاجتماعات التي عقدت في الخرطوم، ومشيرًا إلى عزم كل من كير ومشار على تحقيق السلام. وأعلن وقف نار دائماً في الجنوب يدخل حيز النفاذ خلال 72 من توقيع هذا الإعلان، وتتفق فيه الأطراف على فتح ممرات الإغاثة، وإطلاق المعتقلين، وسحب القوات وفض الاشتباك.
وشمل الاتفاق دعوة الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد"، إلى وضع قوات حماية لوقف نار دائم في الجنوب، واتخاذ الإجراءات ليصبح الجيش والأمن أجهزة قومية بعيداً من القبلية، مع جمع السلاح من المدنيين.
ونص الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية لمدة 36 شهرًا (ثلاث سنوات)، تُجرى في أعقابها الانتخابات العامة، كما اتفقت الأطراف على الإفراج عن الأسرى والمعتقلين. وأشار إلى أن تقسيم السلطة سيكون وفق اتفاق التجسير الموقع بين البلدين، وأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة لكل الشعب في جنوب السودان. كما نص على أن تأمين حقول النفط في ولاية الوحدة، مهمة القوات الحكومية في جنوب السودان، وعند الضرورة ستعمل حكومة الجنوب مع حكومة السودان.
وقال كير في خطاب مقتضب عقب التوقيع، أنه ملتزم بالكامل الاتفاق وكل الاتفاقات التي ستوقع لاحقاً، قائلاً: "لن أخذلكم، ولن أخذل شعب جنوب السودان"، مؤكداً أنه شعر بمعاناة الشعب ورأها، لذلك فهو لن يخذله ولن يخذل الوسطاء. وتقدم رئيس دولة جنوب السودان بالشكر للوسطاء والسودان الذين يسّروا هذا الاتفاق. واعتبر الرئيس عمر البشير الوثيقة الموقعة في الخرطوم، بداية لعودة السلام والاستقرار في جنوب السودان، وقال: "البندقية ستتوقف اعتباراً من اليوم". وأضاف أمام احتفال التوقيع أن "الاتفاق هديتنا لمنسوبي جنوب السودان في كل مكان، ونبشرهم بأن السلام الشامل آت لكل ربوع الجنوب".
وشكر "إيغاد" على الثقة التي منحتها إياها بتكليفه ملف السلام في الجنوب، مشيداً بجهود الرئيس الأوغندي يوري موسفيني في مفاوضات الخرطوم والاتفاق الإطاري. وأكد أن جدية كير ومشار والقادة الجنوبيين وحرصهم الشديد على التوصل إلى اتفاق سلام، ساهما في الوصول إلى نتيجة إيجابية في وقت قصير. وأبدى تفاؤله بأن يكون اتفاق الخرطوم مدخلاً لاتفاق سلام شامل في الجنوب، وقال أن الاتفاق وضع الأساس المتين للسلام في جنوب السودان، وستكون نتائجه واضحة.
ووقعت على الوثيقة الأطراف الرئيسة الأربع، وهي الحكومة بقيادة كير ومشار نيابة عن الحركة الشعبية المعارضة وممثلي المعتقلين السابقين والمعارضة الداخلية، إضافة إلى "إيغاد" والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والترويكا (النروج وبريطانيا والولايات المتحدة).
وقال ديبلوماسي سوداني إن مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية دونالد ياماهوتو نقل إلى وزير الخارجية السوداني، عبر اتصال هاتفي، ترحيب بلاده بالاختراق الذي شهدته المحادثات "الجنوبية - الجنوبية" في الخرطوم.