سجن أبو غريب

كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية عن تفاصيل وقائع الإغتصاب التي ارتكبها الجنود الأميركان في سجن أبو غريب؛ إبان الغزو الأميركي للعراق؛ لافتة إلى أن مصادر إعلامية عالمية متعددة ذكرت أن البنتاغون يعمل على إخفاء شريط فيديو فاضح، لم يعلن عنه مطلقًا ضمن تقارير التعذيب الأخيرة المنشورة.

ونقلت الصحيفة عن الصحافي الشهير "سيمور هيرش" أنه تم التقاط مشاهد الفيديو في سجن أبو غريب، وهو معتقل التعذيب الأميركي ذو السمعة السيئة عالميًا في العراق والذي احتل العناوين الرئيسة في الصحف والنشرات الإخبارية قبل نحو عقد من الزمن، عقب الكشف عن الأساليب اللاإنسانية المستخدمة فيه من قبل الجنود الأميركيين؛ فيما يبدو أن الأدلة التي نشرت قبل عقد من الزمن لم تكن سوى لقطات بسيطة من أفلام كثيرة، موضحا أن الكشف عن بقية الأفلام ما هو إلا مسألة وقت.

وخلال إلقائه خطابًا في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية عقب إصدار تقرير التعذيب في مجلس الشيوخ، قدّم هيرش نظرة على ما يحتويه شريط البنتاغون السري؛ قائلا في خطابه: "بعض أسوأ الأمور التي حدثت لا تعلمون عنها شيئًا، كان هناك نساء"؛ موضحا أن "البعض ربما قرأ أنهن كن يقمن بتمرير رسائل واتصالات لأزواجهن هذا في أبو غريب، كانت النساء تمرر رسائل كتبن فيها "أرجوك، تعال واقتلني، بسبب ما حدث"، وأساسًا ما حدث هو أن هؤلاء النساء اعتقلن مع صبيان في سن المراهقة بل وأطفال؛ حيث كان الجنود يجبرونهم على اللواط تحت تسجيل الكاميرات وأسوأ ما في هذه الفيديوهات تسجيلات صوتية تملكها حكومتكم لأصوات الصبيان وهم يصرخون؛ وكانوا في حالة رعب كامل"؛ مؤكدا أن "تلك التسجيلات ستُفضح".

وأضاف هيرش: "من المستحيل أن تقول لنفسك كيف وصلنا هنا؟ من نحن؟ ومن هم هؤلاء الأشخاص الذين أرسلونا هنا؟ غطيت مجزرة ماي لاي - وهي تلك المجزرة التي وقعت خلال حرب فيتنام على يد الأميركيين- وكنت مضطربًا مما شاهدته تمامًا مثلما يفعل أي شخص عاقل حيال ما حدث، انتهى الأمر في النهاية بكتابة جملة قلت فيها إن مرتكبي جرائم القتل هذه ضحايا تمامًا مثل الأشخاص الذين قتلوهم بسبب الندوب التي يملكونها؛ باستطاعتي أن أخبركم بعض القصص الشخصية التي رواها أشخاص كانوا ضمن تلك الوحدات وشهدوا ذلك".

وتابع: "باستطاعتي أن أطلعكم على الشكاوى المكتوبة والموجهة لأعلى الضباط، ولذلك نحن نتعامل مع كمية هائلة ضخمة من المخالفات الجنائية التي تمت التغطية عليها من قبل القيادة العليا هناك وما يعلوها ويجب علينا أن نصل لهم وسنفعل أنتم تعلمون أن هناك ما يكفي وهو موجود في الخارج ولا يستطيعون استحسانه لذلك ستكون سنة انتخابية مثيرة للاهتمام"؛ مشيرا إلى أن "النساء اللاتي كن يشهدن على عمليات الاغتصاب هذه؛ كنّ في الواقع أمهاتهم"؛ وفق قوله. وفي خطاب في شهر حزيران/يونيو الماضي في مدينة شيكاغو نقل عن هيرش قوله: "لم تشهدوا ولو قليلًا من الشهر أمور فظيعة تفعل بأطفال النساء المسجونات بينما الكاميرات تسجّل".

ونقلت الصحيفة عن أحد المعتقلين ويدعى "قاسم حلاس" الذى كان شاهدا على بعض تلك الجرائم قوله: "رأيت فلانًا يمارس الجنس مع شاب يبلغ من العمر نحو 15 -18 عامًا؛ وكان الشاب يتألم بشدة فيما غطى الجنود جميع الأبواب بملاءات؛ وعندما سمعت الصراخ تسلقت الباب فأعلاه لم يكن مغطىً ورأيت فلانًا الذي يرتدي لباسًا عسكريًا يعتدى على الشاب اليافع، فيما لم أستطع رؤية وجه الشاب لأن وجهه لم يكن موجهًا نحو الباب وكانت الجندية الأنثى تلتقط صورا".