أعلن السودان عن تعزيزات أمنية بولاية جنوب كردفان النفطية على الحدود مع دولة الجنوب، والتي تشهد نزاعًا مسلحًا مع متمردين تقول الخرطوم إنهم مدعومون من جوبا. ويأتي الإعلان بعد يوم من فشل قمة الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت لحسم خلافاتهما. ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية، المقرب من الأجهزة الأمنية عن الحاكم المحلي لبلدة العباسية فتحي عبد الله، قوله إن "هناك توجيهات صدرت لوضع الترتيبات الخاصة بتأمين المحليات الحدودية ومناطق الإنتاج الزراعي ومسارات الرعي بين المحليات المختلفة خاصة بعد انهيار المفاوضات مع دولة جنوب السودان". وأوضح عبد الله أن التوجيهات شملت تأمين الطريق الدائري (لودي – أبو جبيهة – الرشاد – كلوقي)، وهو طريق مهم للولاية التي تشهد نزاعًا مسلحًا بين الجيش ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال. ولم يقدم عبد الله المزيد من التفاصيل حول طبيعة التعزيزات الأمنية من حيث حجمها أو عدد القوات التي تم الدفع بها. ولم يدخل بروتوكول التعاون الذي وقعه البلدان في سبتمبر/ أيلول الماضي حيز التنفيذ حتى الآن لاشتراط الخرطوم تنفيذ الملف الأمني أولاً ووقف الدعم الذي تقول إن جوبا تقدمه للمتمردين قبل تنفيذ بقية الاتفاقيات وعلى رأسها اتفاق استئناف تصدير نفط الجنوب الذي لا منفذ بحري له عبر الأراضي الشمالية. وفي 5 يناير/ كانون الثاني الماضي عقد البشير وسلفاكير قمة بأديس أبابا أحرزت تقدمًا جزئيًا حيث أعلن سلفاكير التزامه بكتابة خطاب إلى الوسيط الإفريقي يؤكد فيه فك الارتباط بين حكومته ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال وكلفا اللجنة الأمنية المشتركة بمناقشة التفاصيل الفنية ووضع جدول زمني لإنفاذ الاتفاق الأمني. لكن اجتماعات اللجنة الأمنية المشتركة في أديس أبابا الأسبوع الماضي، فشلت في التوصل لاتفاق، وأحالت الخلافات مجددًا إلى الرئيسين الذين فشلا ايضا في إحراز تقدم. وتقول الخرطوم إن على جوبا إبراز وثائق تؤكد تسريحها لمتمردي قطاع الشمال على اعتبار أنهم شماليون تابعون لجيشها مثل ما فعل الجيش السوداني مع منسوبيه الجنوبيين عشية الانفصال. وقال سفير السودان بأديس أبابا لمراسل الأناضول في وقت سابق اليوم إنه لا توجد ترتيبات لعقد اجتماع جديد بين الرئيسين أو على مستوى وفدي التفاوض. وسيمكث الرئيسان في أديس أبابا حتى الإثنين المقبل حيث يشاركان في اجتماعات القمة الإفريقية التي تنطلق غدا.