قال محللان لبنانيان اليوم الأربعاء، إن اتهام بلغاريا لحزب الله اللبناني بالوقوف وراء تفجير إحدى الحافلات السياحية في بلغاريا في يوليو/ تموز الماضي "كان متوقعًا"، محذرين من "تداعيات سلبية" لتلك الاتهامات على لبنان واللبنانيين. واتهمت الحكومة البلغارية أمس الثلاثاء حزب الله اللبناني بالوقوف وراء هجوم انتحاري وقع في 18 يوليو/ تموز الماضي في مدينة بورغاس البلغارية؛ ما أدّى إلى مقتل 5 إسرائيليين وسائقهم البلغاري، إضافة إلى الانتحاري. وفيما التزم حزب الله الصمت حتى عصر اليوم تجاه تلك الاتهامات، إلا أن رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي شدد أمس على أنّ "لبنان يؤكد علاقته الوطيدة وحرصه على أمن بلغاريا ودول الاتحاد الأوروبي، ورغبته في الإبقاء على حسن العلاقات وتطويرها". ونقلاً عن الأناضول اعتبر المحلل السياسي علي الأمين أن "الاتهام البلغاري لحزب الله بالوقوف وراء هذا الهجوم كان متوقعا". وعن رأيه في الموقف اللبناني الرسمي من تلك الاتهامات قال الأمين وهو أيضا كاتبا صحفيا بجريدة "البلد" اللبنانية إن "الموقف اللبناني الرسمي يوحي برغبة لبنان بالاطلاع عن كثب على التحقيقات البلغارية وتفاصيل الهجوم" . ورأى الأمين أن تداعيات هذا الاتهام ستكون "سلبية نوعا ما"، موضحا أن "تحركات وتنقلات اللبنانيين عبر الحدود الدولية ستصبح أكثر تعقيدا وصعوبة"، عقب تلك الاتهامات. وتوقع الأمين أن "يدرج الاتحاد الأوروبي حزب الله اللبناني على لائحة الإرهاب"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "هذه النقطة تخضع لكيفية تعامل الحكومة اللبنانية مع هذا الملف" . وأضاف الأمين أن "إسرائيل قد تستخدم هذا الاتهام كذريعة لشن هجوم عسكري على لبنان، خاصة في ظل التعاطف الدولي معها". وأكد أن تداعيات هذه الاتهامات "قد تكون سببا لمزيد من الهجوم على حزب الله". من جهته دعا الكاتب الصحفي بجريدة "النهار" اللبنانية خليل فليحان إلى "التروي في ردة الفعل على هذا الاتهام". وأشار فليحان في حديثه لمراسل الأناضول إلى أن الجميع "ينتظر الموقف الرسمي لحزب الله الذي ما زال يلتزم الصمت". وعن موقف رئيس الحكومة اللبنانية من تلك الاتهامات قال فليحان إنه "موقف المستعد للتعاون لجلاء الحقيقة الكاملة في هذا الشأن". وفي معرض رده على سؤال عن رؤيته للمواقف الدولية التي صدرت بعد الاتهام قال فليحان إنها "كانت سلبية جدا تجاه لبنان"، مضيفا أنها "ستزيد من النظرة السلبية للبنان" . وكان الاتحاد الأوروبي شدد أمس عب صدور تلك الاتهامات على "التزامه والدول الأعضاء مكافحة الإرهاب مهما كانت الجهة التي تقف وراءه، وينبغي سوق الإرهابيين الذين خططوا لهجوم بورغاس ونفذوه إلى العدالة". وأوضح في بيان وزعته ممثلية الاتحاد في لبنان على الصحفيين أن "الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء سيبحثون الرد المناسب بناء على كل العناصر التي حدّدها المحققون".