وقع وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين ووزير دفاع جنوب السودان جون كونج اتفاقا في أديس أبابا اليوم الجمعة يتضمن مجموعة ترتيبات وأطر زمنية لتنفيذ الاتفاقات الأمنية الموقعة سابقا بين الجانبين في سبتمبر/أيلول الماضي. وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الاتفاق تضمن "التفعيل الفوري للمنطقة الحدودية الآمنة المنزوعة السلاح بعمق 10 كيلو مترات في عمق الدولتين، ونشر مراقبين وتفعيل كل آليات اللجنة السياسية والأمنية المشتركة المعنية بتطبيق الاتفاقات الأمنية السابقة". وتضمن الاتفاق كذلك فتح المعابر الحدودية بما يشمل النقل الجوي والنهري بما يسمح لسكان البلدين بتدشين التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقال رئيس لجنة الوساطة الافريقية رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي، خلال مراسم توقيع الاتفاق، إن الاتفاق يتضمن لأول مرة ترتيبات لتنفيذ المنطقة الحدودية الآمنة المنزوعة السلاح بتواريخ محددة والبدء في سحب قوات كل من البلدين من المنطقة المنزوعة السلاح على الفور بحيث ينتهي سحبها قبل حلول 10 مارس/آذار الجاري. وأشار الى أن الاتفاق نص كذلك على نشر مراقبين على جميع المناطق الحدودية المتنازع عليها. ووقع على الاتفاق كشهود ثابو مبيكي وعضو لجنة الوساطة الافريقية رئيس نيجيريا السابق عبد السلام أبوبكر، بحضور ممثل الأمم المتحدة السفير "هيلي منغريوس". واتفق وفد السودان وجنوب السودان كذلك على عقد اجتماع آخر للجنة السياسية والامنية المشتركة يوم 17 مارس/آذار الجاري في أديس ابابا لبحث نطاق التقدم في تطبيق هذا الاتفاق، وكذلك بحث سبل تنفيذ الاتفاقات الأخرى الموقعة في 27 سبتمبر/أيلول الماضي. ووصف وزير الدفاع السوداني، في تصريحات للصحفيين عقب التوقيع، الاتفاق بأنه "يمثل تقدما كبيرا على طريق حل جميع الخلافات الأخرى بين البلدين"، معربا عن التزام بلاده بتطبيق هذا الاتفاق بشكل كامل. من جانبه اعتبر وزير دفاع جنوب السودان أن الاتفاق يمهد لتطبيع شامل بين البلدين ويمثل نتيجة مثمرة للمشاورات بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير حول قضية منطقة "الميل 14" والتي تعد مهمة في إحداث تقدم في تطبيق الاتفاقات الأمنية الأخرى.