كشفت منظمة حقوقية يمنية، ضمن تقريرها السنوي بشأن الانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون، قيام الطائرات الأميركية من دون طيار "الدرونز" بتنفيذ 81 غارة خلال العام الماضي2012 على أهداف مفترضة لتنظيم"القاعدة"، في حين يعترف الأميركيون بتنفيذ نصف هذا العدد من الغارات التي أودت بحياة العشرات من المدنيين اليمنيين وسط تصاعد انتقادات محلية وأميركية تطالب بإيقاف برنامج الطائرات الأميركية من دون طيار. وقالت المنظمة اليمنية التي تطلق على نفسها منظمة "هود" وتهتم بالدفاع عن الحقوق والحريات، ضمن تقريرها الحقوقي للعام 2012، الصادر في صنعاء، إن غالبية ضحايا هذه الهجمات الأميركية باستخدام الطائرات من دون طيار في اليمن هم المدنيون، مشيرة إلى أن عدد الضحايا في كل غارة يترواح ما بين ثلاثة إلى أربعة أشخاص". وتلقى الضربات الجوية التي تنفذها واشنطن منذ 2002 ضد أهداف مفترضة لعناصر تنظيم"القاعدة" في اليمن معارضة واسعة في الأوساط الحقوقية المحلية والدولية، لسبب سقوط العشرات من المدنيين الأبرياء خلالها، فضلاً عن أنها، بحسب الحقوقيين، نوع من عملية القتل خارج نطاق المحاكمة القضائية. وكان مجلس الشيوخ الأميركي، عقد  الثلاثاء جلسة استماع في واشنطن حول برنامج الضربات الجوية التي تنفذها الحكومة الأميركية في اليمن، واستمع خلالها إلى شهادة مؤثرة أدلى بها ناشط يمني كانت طائرة أميركية من دون طيار استهدفت، قبل أيام، قريته النائية في بلدة "وصاب" الواقعة ضمن سلسلة المرتفعات الجبلية في غرب اليمن. وطبقاً لما تؤكده مجموعة الأبحاث "نيو أميركا فاونديشن" ومقرها في واشنطن، فإن هجمات الطائرات من دون طيار في اليمن ازدادت بمقدار ثلاثة أضعاف بين عامي 2011 و2012، وأن تلك الطائرات شنت 53 غارة في 2012مقابل 18 غارة خلال 2011. وأكد الناشط اليمني فارع المسلمي في شهادته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن الغارات الأميركية  أصبحت هي وجه أميركا بالنسبة للكثير من اليمنيين، مطالباً بإيقافها، وقال، أنا أؤمن بالولايات المتحدة كما أعتقد بشدة أن الأمريكيين إذا علموا بالفعل عن حجم الألم والمعاناة التي أحدثتها الغارات الأمريكية ومدى تعطيلها للجهود التي تبذل لكسب القلوب والعقول في اليمن وأيضاً عقول وقلوب الشعب اليمني، فإنهم سوف يرفضون برنامج القتل المستهدف المدمر هذا". وعبر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية  في أيلول/سبتمبر الماضي عن إعجابه بدقة تصويب الطائرات الأميركية من دون طيار وطريقة عملها، وأكد أنه يعطي الإذن بأي ضربة جوية من هذا النوع تقوم بها واشنطن في بلاده، في سياق التعاون الأمني المشترك معها لمحاربة" تنظيم القاعدة". إلى ذلك، ذكرت المنظمة اليمنية(هود) في تقريرها، الذي حصل"العرب اليوم" على نسخة منه، أنها رصدت خلال 2012 العشرات من حالات الاعتقال التي قامت بها أجهزة أمنية وعسكرية يمنية،  إضافة إلى 89 حالة اعتقال أخرى تطال يمنيين في الخارج، إلى جانب 96 يمنياً  معتقلين في سجني "غوانتنامو" و"باغرام" الأمريكيين،  وكذا 75 جندياً يمنياً اعتقلهم تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب، والذي يتخذ من اليمن مقراً له. وأشارت المنظمة الحقوقية الأكثر شهرة في اليمن، إلى أن الأرقام المسجلة لديها بشأن الانتهاكات التي يتعرض لها اليمنيون، تعكس واقع البيانات الموثقة لدى المنظمة وليست بالضرورة مقياسًا دقيقًا لعدد حالات الانتهاكات التي تحدث في الواقع ولا يتم الإبلاغ بشأنها.