أعربت حكومة جنوب السودان عن عميق أسفها لتوجيه الرئيس السوداني عمر البشير باغلاق أنبوب نفط الجنوب بعد أن اقترب البلدان من تنفيذ اتفاقهما النفطي، وقال وزير الإعلام  الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان الدكتور برنابا مريال بنجامين، في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم" عبرالهاتف من مدينة جوبا إن القرار غير حكيم ولن يعالج الشكوك، مؤكدًا أن بلاده ليست متورطة في دعم خصوم الحكومة السودانية.    وأضاف الوزير الجنوبي أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين تم التوصل إليها بعد جولات حوار شاقة، مضيفصا أن جوبا لا تقدم أي نوع من الدعم للمتمردين والحركات السودانية المسلحة، مشيرًا إلى أن  الشكوك والاتهامات التي ظلت تطلقها الخرطوم مكانها قنوات الحوار  والآليات التي كونت  بين البلدين، وأشار الوزير الجنوبي إلى أن السودان ليس طرفًا وحيدًا في ملف النفط حتى يتخذ قرارًا كهذا، فهناك بلاده "جنوب السودان " والشركات العالمية العاملة في مجال النفط، وألمح إلى أن إغلاق أنبوب النفط سيحدث نتائج كارثية على اقتصاديات البلدين، وربما يحدث أضرارًا بليغة بالبيئة وبخاصة وأن كميات من نفط بلاده تدفقت الأيام الفائتة عبر الأنبوب وكانت في طريقها للتصدير الأيام القليلة المقبلة، وعاد برنابا ليقول السودان وحده سيكون المسؤول عن تبعات القرار وليس الجنوب.     وفي سؤال لـ"مصر اليوم" إن كان جنوب السودان سيستمر في الاتصالات مع الجانب السوداني بعد هذا القرار أجاب برنابا "المحادثات بين الخرطوم وجوبا يرعاها الاتحاد الأفريقي، مضيفًا أن كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم هو الآن في أديس أبابا  ضمن محادثات مع الجانب السوداني، وكان الرئيس السوداني عمر البشير وجه وزير نفطه بمخاطبة الشركات العاملة في نفط جنوب السودان بإغلاق الأنبوب الناقل لبترول الجنوب اعتبارا من الأحد،  وقال البشير إن هذا القرار جاء بعد دراسة متأنية لتبعاته كلها وآثاره المتوقعة، مبينا أن السودان لن يسمح بتصدير نفط دولة الجنوب لاستخدام عائده في دعم المتمردين والمرتزقة، مؤكدًا إن السودان سيمضي في قراراته ولن يهمه أن يتم تصدير نفط الجنوب عبر كينيا أو أي دولة، ووجه الرئيس السوداني الذي كان يتحدث في احتفال بافتتاح محطات كهرباء جديدة شمال العاصمة الخرطوم بفتح معسكرات القوات المسلحة والدفاع الشعبي اعتبارًا من الأحد.   وكان الرئيس السوداني عمر البشير وجّه وزير نفطه الدكتور عوض أحمد الجاز بإغلاق أنبوب نفط جنوب السودان اعتبارًا من الأحد، وكشف الرئيس السوداني في خطاب بمناسبة تدشين محطات كهرباء في الخرطوم مساء السبت، إنه كان قد أمهل جنوب السودان مدة أسبوعين للتوقف عن دعم التمرد، إلا أن  دولة جنوب السودان لم تتوقف عن دعم المتمردين والحركات المسلحة، وأضاف الرئيس السوداني أن بلاده قدمت الكثير من المبادرات وظلت تبدي حسن النوايا تجاه جنوب السودان حرصًا منها على العلاقات، إلا أن ذلك لم يحقق نتيجة إيجابية، ولم تستجب دولة الجنوب لكل مبادرات السودان. وكان تدفق نفط جنوب السودان توقف العام قبل الماضي بقرار أصدره رئيس دولة جنوب السودان سلفاكيرميارديت بعد خلافات مع الحكومة السودانية، لكن الخرطوم وجوبا اقتربتا من تصديره مجددًا بعد توقيع البشير وسلفاكير أخيرا، لاتفاق في أديس أبابا