طالبت السلطة الفلسطينية، الأربعاء، دول العالم كافة، خاصة الرباعية الدولية، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف "العدوان" الإسرائيلي على المسجد الأقصى، في القدس، محذرة من أن ذلك يهدّد بتقويض مفاوضات السلام الجارية بين الطرفين. ودعت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان تلقت "يونايتد برس إنترناشونال" نسخة منه، العالمين العربي والإسلامي "للتحرّك العاجل من أجل حماية الأقصى والمقدّسات، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في دفاعه عن القدس ومقدّساتها، وهويتها السياسية والدينية والثقافية". كما دعت المنظمات الأممية المختصة الى "القيام بمسؤولياتها وواجباتها تجاه القدس والمقدّسات، خاصة المسجد الأقصى المبارك، وملاحقة المسؤولين عن هذا العدوان ومحاسبتهم". وكانت مواجهات اندلعت صباح الأربعاء في باحات المسجد الأقصى بعد قيام جماعات يهودية متطرّفة باقتحام المسجد إحياءً لـ"رأس السنة العبرية" عند اليهود. وأصيب عدد من الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق خلال المواجهات التي اندلعت إثر الاقتحام فيما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية عدداً من الفلسطينيين. وفي تطور لاحق، منعت السلطات الإسرائيلية المفتى العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، الشيخ محمد حسين، وعدداً من الشخصيات الدينية والاعتبارية الأخرى من دخول المسجد، واحتجزتهم على مدخل باب حطة، تزامناً مع تسهيلها عملية اقتحام حرمات المسجد وساحاته من قبل المتطرفين اليهود. وأشارت وزارة الخارجية الفلسطينية إلى توالي دعوات الجمعيات والمنظمات اليهودية المتطرفة لاقتحام باحات المسجد الأقصى، والصلاة فيه، وتقسيمه والسيطرة عليه، معززة بمواقف أوساط سياسية في الكنيست الإسرائيلية، تدعو لاعتبار باحات المسجد الأقصى ساحات عامة يسمح للجميع بدخولها والصلاة فيها. وقالت "هذا في وقت تستمر فيه عمليات الاستيطان والتهويد لمحيط المسجد الأقصى من خلال بناء الكنس والمتاحف اليهودية الملاصقة لجداره، وتتواصل به أيضاً عمليات حفر الأنفاق التي تهدد أساساته". من جانبها، شجبت دار الإفتاء الفلسطينية الإجراءات الإسرائيلية، وناشدت المصلين من أهل القدس وأراضي عام 1948، وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى تكثيف شد الرحال إليه، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لإيقاف القيود التي تحول دون وصول المصلين إليه.