اعتصمت مجموعة نشطاء سوريين من حركة "الشباب الكرد" والجمعيات والتنظيمات داخل سوريا وخارجها، على سكة حديديّة بين ميدان "أكبس" التركيّة ومدينة "عفرين" السوريّة، مطالبين الجهات الرسميّة الدوليّة بتفعيل سكة الحديد لتكون معبراً إنسانياً يمكن إيصال المساعدات من خلاله. الاعتصام الذي أقيم على أقرب مسافة من الحدود التركيّة إلى سوريا، سيدوم ثلاثة أيام حسب القائمين عليه مع احتمال جعله اعتصاماً مفتوحاً، تخلله عدة نشاطات مرافقة لإنقاذ مدينة عفرين من الوضع الإنساني السيّء الذي تعانيه، وخاطب المعتصمون كلاً من الحكومة التركيّة والمنظمات الإنسانيّة والإغاثيّة بالقول: "نحن أهالي مدينة عفرين نعاني من وضع إنساني سيّء بكل ما تعنيه الكلمة، نطلب منكم وبصوت إنساني على أن تأخذوا هذا الوضع بعين الاعتبار وأن تكونوا عوناً وتسعوا لفتح ولو ممر إنساني لهذه المنطقة". وشارك في الاعتصام مجموعة رسامين بلوحاتهم في معرض أقيم في مكان الاعتصام، وقدّمت مجموعة أخرى عرضاً مسرحياً صامتاً، بالإضافة إلى الغناء وحلقات النقاش وتبادل الآراء فيما بينهم، وتواجد بين المعتصمين مترجمة لتكون صلة الوصل والتفاهم بينهم والطرف التركي، وفي حركة ملفتة من المعتصمين أقاموا ضريحاً للإنسانيّة ودفن المعتصمون شعارات للمنظمات الدوليّة. وأعلن المقيمون على الاعتصام في صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ايصالهم لرسالتهم إلى المسؤولين الأتراك بانتظار حضور الوالي والإعلام التركي، الذي تأجل لليوم بسبب الطقس السيّء. وكان صحفيّ فرنسي قد زار الاعتصام وتحدث إلى المعتصمينْ وأجرى لقاءات مع أعضاء في حركة الشباب الكورد للحديث عن اعتصامهم. وقالت الحركة في كلمتها "إلى كل من يهمه أمر الشعب السوري بكافة مكوناته، إننا هنا نريد فقط أن نعبّر عن الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا في سورية عامةً والمناطق المحاصرة ومنطقتنا عفرين خاصةً، هذا الواقع الذي يتمثل بـ(نقص سبل العيش) من مواد غذائية وطبية وخاصة حليب الأطفال ولقاحاتهم الذين لا حول لهم ولا قوة بسبب الحصار المفروض علينا من كافة الجهات، من سياسة التجويع التي يتبعها النظام لإركاع الشعب السوري، إلى الحصار الذي تفرضه الجماعات الإرهابية المتطرفة باختلاف انتمائاتها، والتي تسعى لتحقيق أجنداتها مستخدمة لقمة عيشنا كسلاح بين أيديهم، لإرضاخنا لرغباتهم المريضة". وأضافت الحركة : "أن معظم قوافل المساعدات المتوجهة إلى منطقتنا على ندرتها تعرّضت للسرقة من قبل هذه المجموعات المسلحة والمتحاربة على الأرض، وهي ذريعة واهية تتخذها المنظمات الدولية لعدم تقديم أي مساعدة لهذه المنطقة التي بلغ عدد سكانها حوالي المليون ونصف المليون بعد موجة النزوح الكبيرة، التي فرضتها الظروف"، وأشارت إلى أن "تهميش هذه المنطقة في المحافل الدولية والإقليمية، أدى إلى تعريض حياة الألاف للخطر، ونحن هنا نموت بصمت وتكون قضيتنا عبارة عن حاشية في أسفل جدول الإجتماعات". وأكّدت الحركة: "لن ننتظر الوفاء بالوعود التي أخذتها الأمم المتحدة ومنظماتها ولن ننتظر تطبيق المواثيق الدولية، لأن إنتظارنا هنا انتحار بطيء، وكل ما سبق ذكره جزء من سبب اعتصامنا اليوم في هذا البرد في يوم العالمي للتضامن الإنساني وسبب اختيارنا لهذا المكان وهذه السكة، محاولة أخرى لإنعاش الإنسانية وإعادة تفعيل هذا الممر ليكون معبراً للمساعدات الإنسانية وإغاثة الأرواح المهددة وخاصةً الأطفال الذين حرموا من لقاحاتهم منذ أكثر من عام، الأمر الذي سيؤدي مستقبلاً إلى غدِ مشوه نتيجة الإعاقات التي ستحدث إن بقي الوضع على حاله". ونوّهت الحركة إلى أن "هذا الخط الحديدي هو عبارة عن معبر مثل غيره من المعابر التي تفصلنا عن الأراضي التركية، ونطالب الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة الإشراف على سكة الحديد، لإدخال المساعدات واللقاحات والأدوية وإيصال المرضى المزمنين والإصابات إلى المستشفيات المختصة لعدم إمكانية المشافي المحلية معالجة هذه الحالات، كي نتجنب كارثة إنسانية تحدق بمستقبل أطفالنا وحاضرنا الأليم، نرغب أن يكون هذا المعبر هو بوابة أمل لحياة كريمة ومستقبلٍ أقل ظلاماً".