تنغمس أفريقيا الوسطى في أزمة أمنية وإنسانية، كما لم يحقق التدخل الفرنسي في البلاد نتائج حتى الآن. وذكر راديو "فرنسا الدولي" اليوم (الجمعة) أن "فرنسوا بوزيزي" رئيس أفريقيا الوسطى السابق دعا "ميشيل دجوتوديا" قائد الانقلاب الذي اطاح به والذي يشغل منصب الرئيس الانتقالي للبلاد من تقديم استقالته من أجل أن تتمكن البلاد من العودة للوضع الطبيعي.. مضيفا أن هذه الدعوة اثارت جدل واسع في العاصمة "بانجي" ولاسيما في الطبقة السياسية. واوضح الراديو أن البعض يعتقد بأن الرئيس الانتقالي يجب أن ينسحب من المشهد السياسي في الوقت الذي يفكر فيه البعض الآخر أن أي تغيير يمكن أن يجعل الامور أكثر سوءا. ومن جانبه، قال "جوزيف بيندونجا" رئيس الحركة الديمقراطية من أجل النهضة والتطور في أفريقيا الوسطى" إن دجوتوديا يجب أن يستقيل .. مشددا على ضرورة عقد قمة لدول المنطقة من أجل وضع المرحلة الانقتالية على المسار الصحيح. ودعا "بيندونجا" الرئيس الانتقالي لتحمل المسئولية والاستقالة حيث دمر الأخير أسس جمهورية أفريقيا الوسطى خلال عام واحد وأن الإطار القانوني للمرحلة الانتقالية لم يعد مطلقا ملائما. ومن المقرر أن يعقد رؤساء دول المنطقة والنشطاء السياسيين في أفريقيا الوسطى فضلا عن المجتمع المدني اجتماعا في اقرب وقت من أجل إنقاذ جمهورية افريقيا الوسطى من أزمتها. واكد "مارتين زيجيليه" رئيس حركة تحرير شعب أفريقيا الوسطى من ابرز الاحزاب في البلاد أن الاولية يجب أن تتمركز في نزع السلاح من تحالف "سليكا" ومليشيات مناهضة "السواطير" ومن كل شخص يحمل السلاح. واوضح زيجيليه أن فكرة تغيير المسئولين عن المرحلة الانتقالية في الوقت الحالي من شأنها أن تتسبب في مشاكل أكثر بدلا من حلها لأن البلاد تعيش مشاكل جسيمة.. مشددا على ضرورة الحذر من شخصنة الوضع. ودعا زيجيليه إلى تركيز الجهود على نزع السلاح ومكافحة انتشار اسلحة الحرب لأنه من خلال حل هذه المشكلة يمكن للمرحلة الانتقالية أن تتطور مع ضرورة عدم خلط المشاكل. واعرب "بليز فلوري هوتو" المتحدث الرسمي باسم حزب "التجمع الديمقراطي في أفريقيا الوسطى"، بدوره، عن اعتقاده بأنه من الافضل الاستمرار في المرحلة الانتقالية حتى النهاية دون تغيير فريقها ولكن من خلال حصول دعم مباشر من منظمة الامم المتحدة. وفي سياق متصل، قال "أنيست جورج دولوجيليه" رئيس الوزراء السابق والذي انشأ حزبه السياسي "اتحاد من اجل تجديد أفريقيا الوسطى" إن الاولية يجب أن تنصب على تحييد حاملي السلاح .. مشيرا إلى أن المرحلة الانتقالية تشهد حاليا عطل دائم والذي استمر تسعة أشهر. وكان أن "فرنسوا بوزيزي" رئيس إفريقيا الوسطى السابق والذي أطاح به تحالف "سليكا" المتمرد في شهر مارس الماضي، قد وصف عام 2013 ب "العام الأسود" على بلاده وأن عام 2013 شهد اغتيال الديمقراطية من قبل "سليكا" وكل من ساندها حيث كان الوضع الأمني تحت السيطرة بنهاية عام 2012. يذكر أن بوزيزي الذي يعيش في المنفى بتشاد دعا إلى الهدوء في البلاد ولاسيما عقب تحميل الرئيس الانتقالي "ميشيل دجوتوديا" له مسئولية أعمال العنف التي عصفت بالبلاد خلال الاشهر القليلة الماضي .