رحب مجلس الأمن الدولي بالجهود التي تبذلها الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، لتسوية الأزمة في جنوب السودان بطريقة سلمية. وأصدر أعضاء مجلس الأمن بياناً عبروا فيه عن دعمهم القوي لجهود الوساطة التي تقودها "إيغاد"، ورحبوا بتعيين فريق وساطة من الهيئة برئاسة السفير الإثيوبي سيوم مسفين، في سعيها لتسوية الأزمة في جنوب السودان سلمياً. كما رحب الأعضاء ببيان "إيغاد"، الصادر في الثامن من كانون الثاني/يناير، والذي يعكس دعم المعتقلين السياسيين لإجراء محادثات بشأن الوقف غير المشروط للأعمال العدائية، وموقفهم من أن احتجازهم لا يجب أن يكون عائقاً أمام التوصل إلى اتفاق حول وقف الأعمال العدائية. وأكد أعضاء مجلس الأمن، في بيانهم ، مطلبهم بأن يظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير، ونائبه السابق ريك مشار وغيرهما من الزعماء السياسيين، القيادة من خلال الموافقة فوراً على وقف الأعمال العدائية وبدء حوار أوسع نطاقاً على النحو المقترح في جهود الوساطة الجارية من قبل إيغاد في أديس أبابا. كما حثوا مشار، على وجه الخصوص، على المضي قدماً والاتفاق على وقف الأعمال العدائية دون شروط مسبقة. وطالبوا حكومة جنوب السودان، ولا سيما الرئيس كير، بإطلاق سراح جميع القادة السياسيين المحتجزين حاليا من أجل خلق بيئة مواتية لحوار ناجح. وحث مجلس الأمن على وضع حد فوري لجميع التجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان، وشدد على ان المسؤولين عنها سيحاسبون. كما شجع جهود "أونميس" الهامة لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان والتحقيق فيها والتحقق منها والإبلاغ عنها. ورحب أيضاً بقرار مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي في الثلاثين من كانون الأول/ديسمبر 2013 إنشاء لجنة تحقيق لضمان المساءلة والمصالحة وتضميد الجراح بين جميع المجتمعات السودانية الجنوبية. وأشار أعضاء مجلس الأمن إلى بيان مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي في نفس اليوم، والذي أعرب عن نية المجلس اتخاذ التدابير المناسبة ضد كل من يحرضون المواطنين على العنف، ويقوضون ولاية "أونميس"، ويقومون بأعمال عنف ضد المدنيين والمقاتلين غير المسلحين. وجددوا دعوتهم لجميع الأطراف لوقف العنف والأعمال العدائية، وحماية المدنيين، بمن فيهم الرعايا الأجانب وموظفو الأمم المتحدة، وتوفير فرص الوصول الإنساني، وأمن البنية التحتية الاقتصادية، بما في ذلك منشآت النفط و سلامة الموظفين. وأكد أعضاء المجلس دعمهم القوي لقيادة "أونميس"، وموظفيها، لعملهم المنقذ للحياة، وأثنوا على الدول الأعضاء التي تواصل الاستجابة بسرعة لطلبات الأمم المتحدة لتعزيز البعثة في جنوب السودان. كما شددوا على أهمية التنفيذ السريع لقرار مجلس الأمن 2132 (2013)، بزيادة عدد قوات البعثة، ودعوا جميع الأطراف إلى دعم وتسهيل هذه الزيادة. يذكر أن الاطراف المتنازعة في جنوب السودان بدأت مفاوضات في العاصمة الأثيوبية، أديس ابابا، لإنهاء نزاع بدأ منذ نحو 3 أسابيع، إثر محاولة انقلاب قام بها النائب السابق لرئيس البلاد، رياك ماشار، ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى، ونزوح مئات الآلاف.