ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن المملكة المتحدة ترفض حتى الآن الاستجابة لمطالب الأمم المتحدة والمساعدة في إعادة توطين 30 ألفا من اللاجئين السوريين، مؤكدة أن الآن، هو الوقت المناسب للاستجابة لهذا الأمر. وأضافت الصحيفة - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- أنه من المتوقع أن تعلن الحكومة البريطانية اليوم عن تقديم مزيد من المساعدات اللازمة للسوريين، وفي حال تمت المصادقة على هذا القرار فإنه سينقذ حياة العديد من السوريين. وفي هذا الصدد، أشادت الصحيفة بمساهمات الحكومة البريطانية في جهود الإغاثة لمساعدة السوريين في المنطقة، إلا أنه ومع تفاقم حجم الأزمة، يجب أن تبذل بريطانيا كل ما في وسعها لتوفير ملاذ آمن للسورين، فالمساعدات ليست سوى جزء من الحل فقط. وأوضحت الصحيفة أن السوريين سعداء الحظ الذين يستطيعون السفر إلى بريطانيا يحق لهم قانونا طلب اللجوء السياسي، إلا أن مجلس اللاجئين، وهو منظمة خيرية تعمل في بريطانيا، أكد أن 1ر0% فقط من اللاجئين السوريين استطاعوا الفرار إلى شواطئ بريطانيا. ورأت الصحيفة أن إعادة توطين اللاجئين سيساعدهم في العثور على ملاذ آمن، مدللة على ذلك بتصريحات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين والتي أشارت خلالها إلى أن اللاجئين الذين يحتاجون توطينهم يجب أن يتم نقلهم إلى الدول الغربية مثل بريطانيا، والتي ستكون أكثر قدرة على مساعدتهم. وقد ناشدت المفوضية العليا للاجئين الحكومات الغربية لقبول نحو 30 ألف من اللاجئين المحاصرين في المنطقة، وحتى الآن استجابت 18 دولة لهذه الدعوة، لم تكن بريطانيا من بينهم. وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس هناك من علامة على تراجع الأزمة الإنسانية في المنطقة، إذ أن المفوضية العليا للاجئين تتوقع فرار حوالي 5ر1 مليون شخص على الأقل من سوريا بحثا عن الأمان هذا العام، مشيرة إلى أن سوريا والدول المحيطة بها تواجه مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة. وخصت الصحيفة بالذكر من الدول المجاورة لسوريا، الأردن ولبنان، لافتة إلى أن الأخير يعد واحد من أكثر البلدان كثافة بالسكان، ويعد خمس عدد سكانه الآن من اللاجئين السوريين. وحذرت من أن إغلاق الدول المجاورة لحدودها أمام آلاف الأشخاص الذين يفرون من الصراع الدائر في سوريا بصورة يومية سيكون أمرا كارثيا. وأكدت الصحيفة على أن بريطانيا لديها واجب أخلاقي لإظهار التضامن مع البلدان المجاورة لسوريا وذلك من خلال تقديم ملاذات آمنة للسوريين الهاربين من الصراع الدامي. واختتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية -تحليلها- مشيدة بالدعوات المتزايدة بشأن إمكانية وضرورة أن تلعب بريطانيا دورا كاملا في برنامج إعادة توطين اللاجئين في جميع أنحاء العالم، ومشددة على أنه لا يمكن لبريطانيا أن تغلق الباب أمام السوريين الذين هم في أمس الحاجة لذلك، فهذا هو الوقت المناسب لتقديم هذه المساعدات، فأرواح العديد من السوريين تعتمد علينا.