اتهمت حكومة جنوب السودان السبت المتمردين بانتهاك اتفاق وقف اطلاق النار، وذلك بعد اقل من 24 ساعة على دخوله حيز التنفيذ ما يبدد الامل بالتوصل الى حل سريع لانهاء النزاع الدامي في هذا البلد. وقال وزير الاعلام في حكومة جنوب السودان مايكل ماكوي للصحافيين "هذا الصباح، ابلغت ان قوات المتمردين واصلت مهاجمة قواتنا"، مؤكدا ان "من واجب قواتنا الدفاع عن نفسها". وجاءت تصريحاته لدى عودته من اثيوبيا التي استضافت مفاوضات التوصل لوقف اطلاق النار. غير ان ماكوي اكد ايضا ان الحكومة لا تزال ملتزمة العمل على نجاح وقف اطلاق النار، داعيا الدول الاقليمية التي ساعدت في التوصل للاتفاق الى ضمان تطبيقه الان. واتفاق وقف اطلاق النار الهادف الى انهاء خمسة اسابيع من النزاع الدامي الذي قتل فيه الالاف، دخل حيز التنفيذ الجمعة الساعة 17:30 ت غ. وتعهد الطرفان احترام الاتفاق لكن كلا منهما شكك في قدرة الاخر على السيطرة بالكامل على القوات على الارض. وقال ماكوي "الامر ليس مستغربا، فهؤلاء متمردون ... والمتمردون اشخاص غير منضبطين، ليس لديهم قوات نظامية ولا قيادة مركزية". وكان المتحدث باسم جيش جنوب السودان اعلن في وقت سابق السبت ان وقف اطلاق النار يبدو صامدا رغم وقوع اشتباكات مع بدء دخوله حيز التنفيذ. وافادت الامم المتحدة عن وقوع "اشتباكات متقطعة" الجمعة قبل وبعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بحسب نائب المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق. من جانبه، قال المتحدث باسم التمرد لول رواي كوانغ قبل بدء المهلة ان الجيش هاجم مواقع في ولاية الوحدة النفطية الشمالية وفي ولاية جونقلي الشرقية المضطربة. وقال كوانغ ان القوات الحكومية --اضافة الى جنود اوغنديين ومتمردين من حركة العدل والمساواة من منطقة دارفور السودانية المجاورة التي تمزقها الحرب، هاجموا مواقع للمتمردين الجمعة. واتهم المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير في المقابل المتمردين بشن هجمات بعد ظهر الجمعة في جونقلي، لكنه قال ان القوات الحكومية صدت الهجوم وان المعارك انتهت قبل دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ. وتم التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار في ساعة متأخرة الخميس في اديس ابابا من قبل ممثلين عن رئيس جنوب السودان سلفا كير وممثلين عن قائد التمرد نائب الرئيس السابق رياك مشار. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة "من الضروري ان يطبق الطرفان اتفاقية وقف الاعمال العدائية بالكامل وفورا". ووصف الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي تقدم بلاده الدعم الكبير لجنوب السودان لبسط سيادته، الاتفاق بانه "خطوة اولى مهمة نحو بناء سلام دائم". ومن جانبه حض كير المتمردين خارج امرة مشار، على احترام الاتفاق. وقال كير في خطاب الجمعة "الان وبعد ان شارك الناس في القتال، عليهم ان يعودوا الى رشدهم ولنجلس حتى يمكننا حل النزاع بالتفاوض". ويعتقد ان ما يصل الى 10 الاف شخص قتلوا في المعارك بين القوات الموالية لكير وتحالف من جنود منشقين وميليشيا اثنية يتزعمها مشار. وتقول الامم المتحدة ان فظائع ارتكبت من قبل الطرفين وان 700 الف شخص اجبروا على مغادرة منازلهم في الدولة الفقيرة. كما وقعت موجة من اعمال الثأر الوحشية لجأ فيها المقاتلون والميليشيا الاثنية الى عمليات النهب وتصفية حسابات قديمة. وتم نهب 3700 طن من المواد الغذائية المخصصة لاطعام مليون شخص لفترة شهر من مخازن برنامج الاغذية العالمي الذي حذر من "استمرار الاحتياجات الانسانية لوقت طويل بعد توقف القتال". وتكتظ قواعد لقوات الامم المتحدة في انحاء البلاد باكثر من 7600 لاجئ. وقال بيتر بييل احد الاف النازحين الذين يكتظ بهم ملعب سابق تم تحويله مخيما داخل قاعدة للامم المتحدة في جوبا "لن نغادر الان لانني لست واثقا باحترام اي طرف للاتفاقية". واضاف "هل يمكنهم وقف القتال هكذا فورا؟ اشك في ذلك. لن اثق بذلك واجازف بحياة اسرتي".