زار العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مساء امس الاحد عائلة القاضي الاردني رائد زعيتر الذي قتل برصاص الجيش الاسرائيلي الاثنين الماضي من "اجل تقديم العزاء"، حسبما افاد بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني. وأظهرت صورة نشرتها صحيفة "الرأي" الحكومية اليوم الاثنين الملك عبد الله وهو يعانق والد رائد زعيتر كتب عليها "الملك عبد الله الثاني يواسي والد الشهيد رائد زعيتر لدى تقديم جلالته العزاء في الشهيد الذي قضى برصاص جنود الاحتلال الاسرائيلي الاثنين الماضي". ومن جانب آخر، شكل مجلس الوزراء الاردني الاثنين لجنة للمشاركة مع الجانب الاسرائيلي في التحقيقات في ظروف "استشهاد" القاضي الاردني. وبحسب وكالة الانباء الاردنية الرسمية التي اوردت النبأ، تضم اللجنة التي يرأسها احد اعضاء النيابة العامة، ممثلين عن وزارتي الخارجية والداخلية ومندوبين عن القوات المسلحة الاردنية. واوضحت الوكالة ان "رئيس الوزراء عبدالله النسور أوعز الى اللجنة بمباشرة عملها بالسرعة الممكنة واعداد تقرير تفصيلي في ذلك واعلامه بحيثيات عملها والنتائج التي تتوصل لها". واكد بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء الماضي ان اسرائيل "وافقت على طلب اردني لتشكيل فريق اسرائيلي-اردني مشترك لاستكمال التحقيق". وقتل القاضي في محكمة صلح عمان رائد زعيتر (38 عاما) وهو أب لطفلين ومن اصول فلسطينية يتحدر من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية الاثنين الماضي برصاص الجيش الاسرائيلي على معبر اللنبي الذي يصل بين الضفة الغربية المحتلة والاردن. واعربت اسرائيل الثلاثاء عن اسفها لمقتل زعيتر، فيما حملت الحكومة الاردنية نظيرتها الاسرائيلية "المسؤولية الكاملة" عن هذا الامر واصفة ما جرى بانه "جريمة بشعة". وكان مجلس النواب الاردني أمهل الحكومة الاردنية حتى الثلاثاء المقبل للرد على مطلبه بطرد السفير الاسرائيلي من عمان وسحب السفير الاردني في تل ابيب ردا على مقتل القاضي زعيتر. كما طالب المجلس بالافراج عن الجندي الاردني احمد الدقامسة المسجون منذ 13 آذار/مارس 1997 بعد ان اطلق النار من سلاح رشاش على طالبات اسرائيليات كن في رحلة عند الحدود الاردنية الاسرائيلية فقتل منهن سبعا وجرح خمسا واحدى المدرسات. ووقعت العملية بعد ثلاث سنوات تقريبا من توقيع الاردن على معاهدة سلام مع اسرائيل. وطالب حزب جبهة العمل الاسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين وابرز احزاب المعارضة في الاردن واحزاب ونقابات بالغاء معاهدة السلام بين البلدين التي وقعت عام 1994. وشهد محيط السفارة الاسرائيلية في منطقة الرابية غرب عمان خلال الايام الماضية تظاهرات شاركت فيها الحركة الاسلامية واحزاب يسارية وقومية تنديدا بمقتل القاضي الاردني وللمطالبة بطرد السفير الاسرائيلي من عمان.