اكد زعيم حركة التمرد في جنوب السودان رياك مشار في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس انه يريد السيطرة على العاصمة جوبا وحقول النفط الاساسية محذرا من ان الحرب الاهلية لن تتوقف قبل سقوط الرئيس سلفا كير. وفي وقت يدخل فيه النزاع في جنوب السودان شهره الخامس تزامنا مع محادثات سلام هشة، وصف مشار رئيس جنوب السودان بـ"الديكتاتور" واشار الى انه لا يجد "سبب لتقاسم الحكم" معه. وقال مشار خلال المقابلة التي جرت مساء الاثنين في مكان سري في ولاية اعالي النيل النفطية "اذا كنا نريد اسقاط الديكتاتور فجوبا هي هدف وحقول النفط اهداف". واندلع نزاع جنوب السودان في جوبا في 15 كانون الاول/ديسمبر الماضي قبل ان يمتد الى ولايات أخرى مهمة في هذا البلد النفطي، واسفر عن سقوط آلاف القتلى وتشريد حوالي 900 الف آخرين. ويتواجه جنود موالون للحكومة وآخرون التحقوا بمشار، الذي اقيل من منصبه كنائب للرئيس في صيف 2013. واتخذ النزاع بسرعة طابعا اتنيا بين الدينكا التي ينتمي اليها كير والنوير التي ينتمي اليها مشار. واضاف مشار "نحن لا نقوم سوى بمقاومة النظام الذي يريد تدميرنا"، مشيرا الى انه يأمل ان "يحترم الطرفان" اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 23 كانون الثاني/يناير والذي ينتهك بشكل دائم. ومن على كرسي بلاستيكي في قاعدته الاساسية، اعترف زعيم المتمردين (62 عاما)، بلحيته الرمادية ولباسه العسكري، انه وافق على فكرة لقاء كير وجها لوجه لكنه اشار الى ان لا يرى في ذلك سوى فائدة ضئيلة. وتساءل مشار "عن ماذا نتحدث؟ انه زعيم فاقد للصدقية ارتكب مجازر، آمل ان يقبل بذلك". ولفت الى ان وحده سلفا كير "يشتري اكثر فاكثر الاسلحة والذخائر" عبر "استغلال مواردنا" النفطية. واندلعت اشتباكات عنيفة الثلاثاء بالقرب من مدينة بنتيو النفطية، والتي يحاول المتمردون السيطرة عليها. وقبل بدء النزاع كان الانتاج النفطي يؤمن 95 بالمئة من ميزانية دول جنوب السودان، المستقلة منذ حوالي ثلاث سنوات بعد عقود من الحرب الاهلية. وفي بداية نيسان/ابريل حذرت الامم المتحدة من ان المجاعة تهدد الدولة الجديدة بسبب الحرب، وفي حال لم يسمح للمزارعين بالعودة الى اراضيهم واذا لم تحصل البلاد على مساعدات انسانية من الخارج. وحذر صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ايضا من ان خمسين الف طفل قد يموتون خلال الاشهر المقبلة في حال لم تتخذ خطوات فورية، فيما حذرت منظمة اخرى تابعة للامم المتحدة من ان سبعة ملايين شخص، اي 60 بالمئة من السكان، بحاجة الى مساعدة غذائية. لكن ريك مشار، الذي يؤكد قيادته لتحالف من الجنود المنشقين والميليشيات الاتنية، شدد على انه لن يكون هناك سلام طالما كير موجود في السلطة. وانتقد محادثات السلام معتبرا ان بعض الوسطاء الاقليميين، وخصوصا اوغندا، يعتبرون ايضا "اطرافا في النزاع". وقال "ليس لدينا خيار0 لدينا مستبد في جوبا علينا طرده من الحكم"، مشيرا الى ان اي محاولة من دول المنطقة لحماية الحقول النفطية لن تؤدي الا الى تفاقم الازمة. وحول التهديدات الاميركية بفرض عقوبات على الذين يهددون عملية السلام او ينتهكون حقوق الانسان، اكد مشار ان ليس هناك ما يخشاه. واضاف "اعتقد انه امر جيد ان كان ذلك سيقنع المتورطين بضبط النفس وآمل ان تفكر جوبا بالطريقة ذاتها". واعترف بانه "لا يمكن الانكار بالكامل" ان انتهاكات لحقوق الانسان حصلت وخصوصا في بداية النزاع. ويتهم طرفا النزاع بارتكاب جرائم حرب من بينها مجازر واعتداءات جنسية وسرقة مواد اغاثة وتجنيد اطفال. أ ف ب