تعتزم كوريا الشمالية اجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية قرب الحدود البحرية المتنازع عليها مع الجنوب، هي الثانية في اقل من شهر، في انتظار القيام بتجربة نووية رابعة محتملة. واعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية لوكالة فرانس برس ان "الشمال ابلغنا انه ستجري مناورات بالذخيرة الحية في شمال (الحدود) قرب جزيرتي يونبيونغ وباينغيونغ". واضاف محذرا ان "جيشنا مستعد. فان سقطت قذائف من جانب الحدود فان كوريا الجنوبية سترد بشدة". وقد تلقت مراكب الصيد الكورية الجنوبية الموجودة في المنطقة اوامر بالمغادرة، كما تلقى سكان الجزيرتين دعوات لتوخي الحيطة والحذر. وقال مسؤول محلي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي اجري معه في جزيرة باينغيونغ "ان مكبرات للصوت تبث رسائل الى السكان ليكونوا مستعدين للتوجه الى الملاجىء عند الضرورة". واجرت كوريا الشمالية مناورات مماثلة في 31 اذار/مارس ما ادى الى سقوط قذائف عدة في المياه الاقليمية الكورية الجنوبية. وردت كوريا الجنوبية عليها وتبادل العدوان اطلاق النار بالمدفعية ما ارغم سكان الجزيرتين المجاورتين للتوجه الى الملاجىء. ولم تسفر هذه الحوادث عن ضحايا او اضرار لكنها ضاعفت التوتر في شبه الجزيرة وخصوصا بعد تهديد بيونغ يانغ باجراء اختبار نووي جديد. وسبق ان شهدت الحدود البحرية بين البلدين مواجهات دامية مرات عدة في الماضي. اخرها في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 حين قصفت كوريا الشمالية جزيرة كورية جنوبية قرب هذه الحدود ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص وقاد شبه الجزيرة الى شفير نزاع. وقد رسمت الحدود التي سميت "خط حدود الشمال" قوات الامم المتحدة والولايات المتحدة في 1953 عند انتهاء الحرب الكورية. لكن بيونغ يانغ تعترض عليها وترفض الاعتراف بها. وبعد ان خفت التوترات في الخريف مع دعوات كوريا الشمالية المتعددة الى العودة الى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي، عادت وتأججت مؤخرا مع اجراء المناورات العسكرية السنوية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. وضاعفت كوريا الشمالية اطلاق تجارب صواريخ في البحر ويبدو انها على وشك القيام بتجربة نووية رابعة، كما تظهر صور التقطت اخيرا بالاقمار الصناعية نشاطا كثيفا في اكبر مواقع الاختبارات النووية، ما يوحي بان النظام الكوري الشمالي يستعد لتجربة نووية رابعة. وحذر الرئيس الاميركي باراك اوباما في اطار جولته في آسيا، كوريا الشمالية الاسبوع الماضي في سيول. وقال الرئيس الاميركي ان مواصلة برنامجها العسكري النووي لن يحمل لها سوى "المزيد من العزلة" واصفا كوريا الشمالية بالدولة "المارقة الضعيفة". وردت بيونغ يانغ بحدة لما وصفته "اهانات غير مقبولة" ازاء زعيمها كيم جونغ اون. واعتبرت اللجنة الكورية الشمالية لاعادة التوحيد السلمي لكوريا ان زيارة اوباما "اكدت قناعتنا السابقة بان اسلوب القوة وليس الكلام هو الخيار الوحيد في التعامل مع العدو الاميركي القديم"، مؤكدة استعدادها للقيام "بحرب نووية شاملة". وقد تمادى النظام الكوري الشمالي الاحد في استخدام الالفاظ النابية ضد كوريا الجنوبية مشبها رئيستها بارك كون هيه ب"العاهرة" واوباما ب"القواد". وحتى اليوم اجرت كوريا الشمالية ثلاث تجارب نووية، في تشرين الاول/اكتوبر 2006 وايار/مايو 2009 وشباط/فبراير 2013، وهي تجارب تحظرها الامم المتحدة التي عمدت عقب كل واحدة منها الى تشديد عقوباتها على بيونغ يانغ. أ ف ب