كشفت سلطات الأمن الجزائرية اليوم الأربعاء عن اعتقال قرابة 60 شخصاً جراء الإشتباكات القبلية التي وقعت مؤخراً في محافظة غرداية جنوب البلاد. وقال بيان صادر عن مكتب الإتصال بمديرية أمن غرداية (600 كم جنوب العاصمة الجزائر) إنه تم وضع 17 شخصا من المشتبه بتورطهم في السجن بأمر من قاضي التحقيق لدى محكمة غرداية بتهم "الحرق العمدي" و"السرقة الموصوفة" و"تخريب أملاك الغير" و" التجمع بأسلحة بيضاء" و"الضرب والجرح" بينما تم وضع آخرون تحت الرقابة القضائية أو الإستدعاء المباشر أو الإفراج. وشهدت مدينة غرداية اشتباكات بين شباب ينتمون إلى قبيلة الشعانبة العربية السنية وقبيلة بنو ميزاب البربرية ،وهم من الإباضيين، ويشكلون أقلية في المدينة لكنها أقلية مسيطرة على الحياة التجارية. أسفرت عن قتيلين وعشرات الجرحى، بينهم عناصر من الشرطة بالإضافة إلى حرق عشرات المنازل والمحلات التجارية والحقول. وتشهد المنطقة هدوء حذرا بعدما شهدت خلال شهر واحد فقط اشتباكين خطيرين بذريعة تكون غالب الأحيان لأتفه الأسباب، فيما تنتشر قوات الأمن في أغلب أحياء المنطقة لمنع أي انزلاق آخر. واستبعد وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز أن تكون جهات أجنبية وراء الإشتباكات القبلية. وقال بلعيز أمام شيوخ مجلس الأمة (الغرفة العليا في البرلمان) "إنه ليس هناك أدلة قاطعة تدل على وجود أياد أجنبية تعمل عملها هناك وإنما فيه أياد غير أجنبية داخل البلاد ربما تدفع بالوضع إلى التعفن". وأكد أن "الوضع متحكم فيه من الناحية الأمنية" مشيرا إلى سعي الحكومة إلى استتباب الوضع في هذه المدينة وترحيبها "بكل من يسعى الى الخير" في هذه المنطقة.