خلصت بعثة الأمم المتحدة التحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيميائية بسورية، إلى ان هذه الأسلحة استخدمت أقله في 5 مواقع، مستهدفة مدنيين وجنوداً. ونشرت الأمم المتحدة، التقرير النهائي لعمل البعثة، التي خلصت إلى ان أسلحة كيميائية استخدمت في الناع الدائر بين الأطراف السورية. ولفتت البعثة إلى انها تأكدت من استخدام أسلحة كيميائية في 5 موافع هي "الغوطة" في 21 آب/أغسطس 2013، و"خان العسل" في 19 آذار/مارس، و"جوبر" في 24 آب/أغسطس، و"سراقب" في 229 نيسان/أبريل و"أشرفية صحنايا" في 25 آب/أغسطس 2013. وأوضحت البعثة في تقريرها انه في "الغوطة" تم الحصول على أدلة واضحة ومقنعة باستخدام أسلحة كيميائية ضد مدنيين، بينهم أطفال، بنسبة كبيرة. أما في "خان العسل" فقد جمعت معلومات موثوقة تؤكد استخدام هذه الأسلحة ضد جنود ومدنيين، لكن تعذر التأكد بشكل مستقل من إطلاق هذه الأسلحة في ظل غياب المعلومات عن أنظمة نقل الأسلحة وأية عينات بيئية وطبية. وفي "جوبر"، جمعت أدلة على استخدام محتمل لأسلحة كيميائية بنسبة بسيطة ضد جنود، لكن في ظل غياب المعلومات عن أنظمة نقل الأسلحة وعدم توفر أية عينات بيئية، حال دون التمكن من الربط بين الضحايا والحادث والموقع المزعوم. وتابع التقرير انه في "سراقب" تمكنت البعثة من الحصول على أدلة تشير إلى ان الأسلحة الكيميائية استخدمت بنسبة بسيطة ضد مدنيين، لكن غياب معلومات عن أنظمة نقل الـسلحة وعدم توفر عينات بيئية، حال دون التمكن من الربط بين الحادث المزعوم والمرأة التي قتلت. ولفت إلى انه في "أشرفية صحنايا" تشير الدلة التي جمعت إلى ان أسلحة كيميائية استخدمت بنسبة بسيطة ضد جنود، لكن في ظل غياب معلومات عن أنظمة نقل الأسلحة وعدم توفر عينات بيئية، إلى جانب حقيقة ان نتائج اختبار العينات التي جمعها الفريق الدولي بعد شهر من الحادث كانت سلبية، تعذر الربط بين الحادث المزعوم والموقع المزعوم والناجين. كما ذكرت البعثة في تقريرها انها لم تتمكن من التحقق من استخدام أسلحة كيميائية في "البحارية" و"شيخ مقصود". وأعربت عن قلقها العميق من استخدام أسلحة كيميائية في النزاع الدائر بسوريا، ما أضاف بعداً آخر لمعاناة الشعب السوري المستمرة. وكان أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، تسلم التقرير النهائي للبعثة من رئيسها أوكا سالستروم، الذي كان يرافقه قادة فريقه من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمة الصحة العالمية. وأشار بان في حديث إلى الصحافيين عقب تسلم التقرير، إلى انه لم يقرأه بعد، ولكنه سيفعل ذلك مباشرة. وأضاف انه سيتم نشر التقرير في وقت لاحق على الموقع الشبكي لمكتب شؤون نزع السلاح، كما سيعمل المتحدث الخاص له على ضمان نشره عبر شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" في أقرب وقت ممكن. وتابع "بعد ظهر غد (الجمعة)، سأقدم إفادة أمام الجمعية العامة، ويوم الاثنين وسأحيط مجلس الأمن، أعلم ان لديكم الكثير من الأسئلة، وأشجعكم أولاً على قراءة التقرير، وبعد تقديم إفادتي أمام الجمعية العامة، ستقوم ممثلتي السامية لشؤون نزع السلاح، وكيلة الأمين العام أنجيلا كين، والبروفيسور سالستروم، وقادة الفرق، وسكوت كيرنز من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وموريتزيو باربيشي من منظمة الصحة العالمية، بتقديم إحاطة للصحافيين". وأشاد بان مجدداً بفريق الخبراء منوهاً بالعمل الهام والشجاع الذي قاموا به، مضيفاً أنهم نفذوا مهامهم وفقاً لأعلى درجة من الكفاءة المهنية، في مواجهة العديد من الأخطار. وقال إن أحداثاً كثيرة قد حدثت في سوريا منذ المزاعم الأولى باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا في آذار/مارس الماضي. وأوضح ان "الحكومة السورية أقرت بأنها تمتلك أسلحة كيمائية، وانضمت لاحقاً إلى اتفاقية الأسلحة الكيميائية. وتم إنشاء بعثة مشتركة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، وتواصل الإشراف على القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية لسوريا، في الوقت المناسب، بأكثر الطرق الممكنة أماناً". وأكد أمين عام الأمم المتحدة ان استخدام الأسلحة الكيميائية يعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وإهانة للإنسانية المشتركة.