بروكسل ـ مصر اليوم
طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، روسيا بالسعي لحوار مع الحكومة الأوكرانية والاعتراف بالرئيس الجديد بيترو بوروشينكو وإقناع الجماعات المسلحة الموالية لها بإلقاء السلاح.
وقال أوباما ، في مؤتمر صحفي مشترك ببروكسل مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم /الخميس/ ونقله تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ، "لقد أكد لي بوروشينكو أهمية إقامة علاقات مع أوروبا والولايات المتحدة غير أنه اعترف أيضا بالفائدة التي ستعود على بلاده من علاقتها البناءة مع روسيا، لذا فإنني أعتقد أن تنصيبه رئيسا جديدا لأوكرانيا يمنح فرصة لذلك الأمر لاسيما بعد تعهده بإقامة علاقات مع الشرق وإجراء إصلاحات داخل بلاده".
وأكد الرئيس الأمريكي أهمية استغلال روسيا لتلك الفرصة، لذا فإنه ينبغي عليها الاعتراف ببورشينكو رئيسا شرعيا منتخبا لأوكرانيا والانخراط مع حكومة كييف، وبالنظر لتأثيرها على حركة التمرد المسلحة داخل أوكرانيا، فعليها أن تقنع تلك الجماعات بإنهاء العنف وإلقاء أسلحتها والدخول في حوار مع الحكومة الأوكرانية ، على حد تعبيره .
وحذر أوباما من أنه في حال استمرار الاستفزازات من الجانب الروسي، فإن مجموعة السبع مستعدة لفرض المزيد من العقوبات عليها..مشيرا إلى أنه أطلع كاميرون على المبادرة التي أعلن عنها في وارسو والمعنية بتعزيز الأمن في دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) وفي وسط وشرق أوروبا مع التركيز على توفير إمكانات لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
من جانبه، أشار كاميرون إلى أنه منذ بداية الأزمة الأوكرانية، فقد أعلنت مجموعة السبع عن كامل دعمها للشعب الأوكراني وحقه في اختيار مستقبله وإرسال رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أن أنشطة روسيا داخل أوكرانيا غير مقبولة على الإطلاق وتتنافى مع القيم الديمقراطية.
وأضاف أنه تم خلال قمة مجموعة السبع توضيح ثلاث أمور: أولها هو أن الوضع الراهن في أوكرانيا غير مقبول لذا فإنه ينبغي وقف الأعمال التي من شأنها استمرار زعزعة استقرار شرق أوكرانيا، والثاني وهو أنه ينبغي على بوتين الاعتراف بالرئيس الشرعي المنتخب بوروشينكو مع إيقاف مرور الأسلحة عبر الحدود لداخل أوكرانيا وعليه أيضا إيقاف دعمه للانفصاليين بشرق أوكرانيا.
أما الأمر الثالث، فإنه في حال عدم تنفيذ أي مما سبق، فإن المجموعة ستفرض عقوبات على روسيا، وسيكون الشهر المقبل هاما في الحكم على ما إذا كان بوتين سيلتزم بتلك الأمور، وهذا ما سيطالب به كاميرون بوتين عندما يلتقيه في وقت لاحق اليوم.
وأوضح كاميرون أنه ناقش خلال اجتماعه مع أوباما كيفية مواجهة التهديدات الناجمة عن التطرف وكيفية مكافحة أنشطة الجماعات الإرهابية وما تشكله من تهديدات ومخاطر على حياة المواطنين في الداخل والخارج، مؤكدا أن فصائل تنظيم القاعدة في شتى أنحاء العالم تشكل تهديدا على المصالح الأمريكية والبريطانية في تلك الدول التي تنشط داخلها.
وأضاف أن مواجهة تلك التهديدات في المناطق المضطربة من العالم يجب أن تتسم بالشدة والصبر والذكاء وأن تبنى على أساس علاقات الشراكة القوية بين الدول، مؤكدا على أهمية تكثيف الجهود لحل مشكلة سفر المقاتلين الأجانب من وإلى سوريا.
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني أنه سيتم تقديم تدابير جديدة في بريطانيا لمحاسبة المسؤولين عن التدريب والتخطيط للأنشطة الإرهابية في الخارج، ولقد اجتمعت الآراء في مجموعة السبع على ضرورة بذل المزيد من الجهود مع الدول الجارة لسوريا على تشديد الرقابة على الحدود وقطع خطوط التمويل عن الإرهابيين والجماعات الجهادية.
وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، فقد أكد كاميرون على ضرورة مساعدة الحكومة الحالية للتخلص من الإرث الثقيل الذي تركه الرئيس السابق معمر القذافي وبناء دولة تنعم بالسلام والاستقرار ومستقبل أفضل، وتم الاتفاق مع الرئيس الأمريكي على إيفاد مندوبين للعمل معا لدعم الجهود لتسوية الوضع هناك، مؤكدا على التزام بلاده بتدريب قوات الأمن الليبية وهو ما بدأت فيه فعليا الشهر الماضي.
وتعليقا على الأوضاع في نيجيريا، أوضح كاميرون أنه اتفق مع أوباما على دعم الحكومة النيجيرية ونظيراتها في الدول الجارة، في الوقت الذي يواجهون فيه تصاعد أنشطة جماعة بوكو حرام المتشددة، ولقد قدمت بريطانيا والولايات المتحدة مساعدات للبحث عن الفتيات، وعلى المدى الطويل سيتم توفير المزيد من المساعدات العملية لمساعدة نيجيريا وجيرانه على تعزيز الأمن والدفاع وتطوير الخبرات اللازمة لمقاومة هؤلاء الإرهابيين.