بكين - مصر اليوم
اكدت بكين اليوم الجمعة تمسكها بموقفها بشأن بحر الصين الجنوبي متجاهلة غضب فيتنام وقلق واشنطن بعد اعمال عنف دامية معادية للصين في فيتنام.
واسفرت اعمال العنف هذه عن سقوط قتيلين صينيين واكثر من مئة جريح وفقا لبكين واندلعت بعد ان اقامت الصين منصة للتنقيب عن النفط قبالة جزر باراسيلز المتنازع عليها بين البلدين.
وتمكن مصور من وكالة فرانس برس كان مع البحرية الفيتنامية من مشاهدة عشرات السفن الصينية تحمي المنصة اليوم الجمعة حيث يبدو التوتر بين بكين وهانوي على اشده رغم عودة الهدوء الى فيتنام.
وكتبت صحيفة "غلوبال تايمز" ان "فيتنام والفيليبين لا تزالان تعيشان في وهم انه من الممكن ارغام الصين على التراجع من خلال الضغوط". ولوحت الصحيفة المعروفة بلهجتها القومية والناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني، لوحت بتهديد "اتخاذ تدابير غير سلمية" في حال حصول "استفزازات".
من جهته دعا نظام هانوي في رسالة نصية قصيرة الفيتناميين الى "الوطنية" و"حماية سيادة البلاد ضمن احترام القانون" قبل يومين من تظاهرات مناهضة للصين مرتقبة الاحد في كافة انحاء فيتنام.
وقالت الرئيسة الفخرية لغرفة التجارة التايوانية يانغ يو فينغ لوكالة فرانس برس "لا اعمال عنف جديدة اليوم لكننا نخشى تظاهرات في 18 ايار/مايو". واضافت طلبنا من الشركات التايوانية اتخاذ اجراءات وقائية واغلاق مصانعها في ذلك اليوم".
وخلال التظاهرات، تعرضت شركات ومصانع تايوانية عدة لهجمات. وقالت غرفة التجارة الفيتنامية ان اكثر من 500 مصنع تايواني تضررت في اعمال الشغب المعادية للصين.
وفيتنام مثل معظم دول العالم لا تقيم علاقات مع تايوان التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من اراضيها.
واستثمرت تايوان 23,3 مليار دولار في فيتنام بين 1988 و2014 في قطاعات الحديد والنسيج والاحذية والاجهزة الالكترونية مما يجعلها رابع دولة مستثمرة بعد اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة.
وقدم مبعوث فيتنامي الجمعة اعتذاراته "الشخصية" على هذه الهجمات. وقال بوي ترونغ فان ان "عددا قليلا من الخارجين عن القانون تسببوا باضرار واضرموا النار في مصانع لرجال اعمال تايوانيين وتسببوا بحالة هلع.. اعبر شخصيا عن اسفي واعتذاراتي".
من جهته، اشترط الرئيس الفيتنامي تروانغ تان سانغ الجمعة مسبقا سحب الصين للمنصة. وقال في زيارة الى هو شي مينه "عليكم اولا الانسحاب"، وفق ما نقل موقع صحيفة تووي تري.ودعا الى "حماية السيادة الوطنية بالطرق السلمية".
وتتهم بكين هانوي ب"التآمر" مع مثيري الشعب في حين يرى الخبراء انه كان يمكن لهانوي احتواء الاستياء الشعبي المعادي لبكين بعد ان ظنت انه في امكانها القيام بذلك.
ويبدو ان الصين التي تؤكد سيادتها على القسم الاكبر من بحر الصين الجنوبي "اساءت تقدير" ردود الفعل التي اثارتها المنصة النفطية حسب ما قال بيل هيتون مؤلف كتاب "فيتنام التنين الصاعد".
وقال "هذا ساهم في تأجيج الرأي العام الفيتنامي وشدد موقف الحكومة الفيتنامية وحرك فرضيات +التهديد الصيني+ في جنوب شرق اسيا" ما يعزز موقف الولايات المتحدة في المنطقة.
واعرب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الخميس عن "القلق العميق لواشنطن من الاعمال الاحادية للصين في المياه المتنازع عليها مع فيتنام".
والتقى في واشنطن الجنرال فانغ فنغوي رئيس اركان الجيش الصيني الذي لم يعط اي دليل على تغيير موقف بكين.
وقال فانغ بعد لقاء في البنتاغون "ما سنفعله هو ضمان امن هذه المنصة النفطية والتحقق من انها ستواصل نشاطها". واضاف ان اعادة التوازن الاستراتيجي الاميركي حيال اسيا كان "مناسبة استغلتها" بعض دول المنطقة "لاثارة" مشاكل في بحر الصين الجنوبي والشرقي.
وفي فيتنام اتسعت التظاهرات المناهضة للصين هذا الاسبوع لتشمل 22 من 63 اقليما في هذا البلد الذي يعد 90 مليون نسمة ويقوده نظام استبدادي لا يسمح عادة بالتظاهرات.
وقتل صينيان واصيب مئة بجروح في هجوم على مصنع حديد تايواني في وسط فيتنام.
وقالت الحكومة الفيتنامية انه سيتم اعادة فرض النظام خشية هروب المستثمرين الاجانب.
وقالت الشرطة الكمبودية ان مئات الرعايا الصينيين في فيتنام لجأوا الى كمبوديا.
وروى رجل اعمال تايواني من مطار تايوان الجمعة انه فر بسرعة من مصنعه بعد ان هجم عليه فيتناميون حركتهم مشاعر معادية للصين.
والتاريخ بين فيتنام والصين حافل بخلافات تغذي الاحقاد القومية.
وفي 1974 عندما كانت الولايات المتحدة تنسحب من فيتنام سيطرت الصين على جزر باراسيلز (التي هي في صلب خلاف اليوم) في بحر الصين الجنوبي والتي كانت تحتلها فيتنام الجنوبية.
وفي 1979 تواجه البلدان في حرب صينية فيتنامية قصيرة لكن دموية بعد غزو لاقاليم في شمال فيتنام. وبلغت حصيلة القتلى عشرات الآلاف الاشخاص.