قوات اميركية خاصة مع جنود افغان

ادت ضربة جوية نفذتها قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان الى مقتل خمسة جنود اميركيين عن طريق الخطأ وذلك خلال اشتباكات مع متمردين جنوب البلاد فيما يحاول الجنود ضمان امن الانتخابات الرئاسية.
وقالت الشرطة المحلية والجيش الافغاني الثلاثاء ان الجنود الاميركيين اضافة الى جندي افغاني قتلوا في ولاية زابل جنوب افغانستان حين جاء الدعم الجوي ونفذت قوات الاطلسي ضربة في محاولة لصد مقاتلي طالبان.
وحوادث سقوط قتلى بنيران "صديقة" في افغانستان كانت قليلة جدا في السنوات الماضية رغم مقتل خمسة جنود افغان في قصف لحلف شمال الاطلسي في ولاية لوغار شرق البلاد في اذار/مارس.
في واشنطن، اعلن الناطق باسم البنتاغون جون كيربي في بيان ان "خمسة جنود اميركيين قتلوا امس (الاثنين) في عملية امنية في جنوب افغانستان. ويعتقد المحققون ان السبب ضربة محتملة بنيران صديقة".
واوضح ناطق باسم الجيش الافغاني انها ضربة جوية نفذتها طائرة تابعة للتحالف الدولي.
وكانت التحالف الدولي في افغانستان (ايساف) اعلن في وقت سابق مقتل خمسة من جنوده لكن بدون تحديد جنسياتهم.
وقال التحالف في بيان ان "مقتلهم جاء اثر عملية امنية حين اشتبكت وحدتهم مع القوات المعادية. للاسف هناك احتمال ان يكون السبب نيران صديقة". وفتح تحقيق لتحديد اسباب الحادث.
من جهته اعلن الجيش الافغاني ان احد جنوده قتل ايضا في الحادث.
 وقال محسن خان احد الناطقين المحليين باسم الجيش الافغاني لوكالة فرانس برس ان "القوات الافغانية كانت تخوض معارك ضد المتمردين" في ولاية زابل (جنوب) "عندما طلب الجنود الاجانب دعما جويا فاستهدفهم القصف عن طريق الخطأ".
وهذه اكبر خسارة يتكبدها الحلف الاطلسي منذ مقتل خمسة جنود بريطانيين في نيسان/ابريل الماضي لدى سقوط مروحيتهم من طراز لينكس في اقليم قندهار معقل متمردي حركة طالبان في جنوب البلاد.
وكان حادث القصف الاخير "بنيران صديقة" في نيسان/ابريل عندما قتل خمسة جنود افغان في غارة جوية على ولاية لوغار الشرقية مما اثار استنكار الحكومة الافغانية.
وتستعد افغانستان للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي توعدت حركة طالبان بتعطيلها، وعملية الاثنين المشتركة بين القوات الاميركية والافغانية كان هدفها تعزيز الامن قبل يوم الاقتراع.
وستحدد الدورة الثانية من سيخلف الرئيس الافغاني حميد كرزاي ويتنافس فيها وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله والخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي اشرف غني.
وانهت قوات الحلف الاطلسي في حزيران/يونيو 2013 نقل المسؤولية الامنية الى القوات الافغانية وبات دورها يقتصر على مهمات تدريبية ودعم خصوصا من الجو.
وبحسب موقع "آي كاجولتيز.كوم" المستقل، فقد قتل 3444 جنديا من قوات الحلف الاطلسي في افغانستان منذ بدء العمليات في البلاد واسقاط نظام طالبان في اواخر 2001.
ويغادر غالبية عناصر الحلف الاطلسي وعديدهم 50 الف جندي افغانستان بحلول نهاية العام مما يثير مخاوف من اندلاع موجة جديدة من اعمال العنف في البلاد التي لا تزال حركة طالبان تتمتع فيها بالنفوذ رغم الغزو الغربي المستمر منذ اكثر من 12 عاما.
وعرضت الولايات المتحدة التي تقود التحالف العسكري منذ مطلع الحرب التي اصبحت الاطول في تاريخها، ابقاء 9800 جندي في البلاد بعد 2014 وذلك قبل انسحاب تدريجي بحلول نهاية 2016.
الا ان تطبيق هذا الاقتراح المدرج ضمن معاهدة امنية ثنائية رهن بموافقة الرئيس المقبل للبلاد.
ورفض الرئيس الافغاني المنتهية ولايته حميد كرزاي التوقيع على الاتفاقية التي تحدد اطار الوجود العسكري الاميركي بعد 2014، الا ان المرشحين لخلافته اشرف غني وعبد الله عبد الله اعربا عن استعدادهما لتوقيع الاتفاقية.