الكاتب الأمريكى فريد زكريا

تساءل الكاتب الأمريكى فريد زكريا عن إمكانية التئام العراق.. وقال إن الأمر يستحق النظر من زاوية أكثر شمولا، وأعاد الأذهان إلى الشرق الأوسط قبل 15 عاما.. حيث المنطقة تحكمها سلسلة من الأنظمة المتشابهة لحد لافت للنظر، من ليبيا وتونس فى الغرب إلى سوريا والعراق فى الشرق - جميعها أنظمة ديكتاتورية، وعلمانية لا تستمد شرعيها من هوية دينية.
ونوه الكاتب - فى مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" على موقعها الإلكتروني- عن تلقى كافة هذه الأنظمة تاريخيا دعما من القوى الخارجية - فى البدء كان هذا الدعم يأتى من بريطانيا أو فرنسا، ثم بعد ذلك من القوى العظمى، بما يعنى أن حكام هذه البلاد كان يشغلهم استرضاء رعاتهم من الدول الخارجية أو العظمى أكثر من إرضاء رعاياهم فى الداخل.. إضافة إلى أن حدود بلادهم كانت آمنة.
ولكن هذه النظم التى كانت سائدة فى الماضى لم تكن تمتلك مقومات الاستدامة، وكان اعتمادها على القمع المفرط فى التعاطى مع الحركات المعارضة بمباركة من الدول الراعية.. لكن هذا لم يدُم، وكانت الدول متعددة الطوائف لا سيما تلك التى تسود فيها الأقليات مثل العراق وسوريا هى أضعف نقاط القشرة فوق البركان.
ثم كان اجتياح أمريكا للعراق واحتلالها والذى نكأ الجرح الطائفى الكامن بدلا من بناء دولة وطنية.. وما أن سقط النظام القديم حتى ظهر الشيعة وفى نفوسهم لواعج الاضطهاد بعد عقود من القمع ولم يرتضوا تقاسم السلطة بسهولة مع مضطهديهم القدامى من السنة.
واستبعد الكاتب سهولة حدوث تقارب وتحالف بين السنة والشيعة فى العراق بعد ممارسات قمعية كفيلة بتوريث التشكك والريبة من الآخر على مدى عقود.. وقلل من جدوى دعوات واشنطن باستبدال حكومة ائتلافية بحكومة رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، فى حل أزمة العراق.
ورأى صاحب المقال فى المقابل أن على واشنطن الوقوف على حقيقة تحوّل العراق إلى مناطق معزولة: منطقة الأكراد فى الشمال، ومنطقة الشيعة فى الجنوب، ومنطقة السنة فى الوسط..وقال إنه يتعين على أمريكا العمل على ضمان استقرار هذه المناطق وخلوها من الإرهاب.
وأكد أن استراتيجة مماثلة لتلك فى سوريا من شأنها تمكين طوائف مثل الأكراد والسنة من حماية مناطقهم من وحشية بشار الأسد وإن لم يستطيعوا الإطاحة بنظامه.
أ ش أ