القاهرة ـ حسام السيد
كشف المدير الفني السابق للنادي الأهلي المصري، البرتغالي مانويل جوزيه، عن تفاصيل مثيرة في رحلته مع الفريق، فيما أكد أنه لن يدرب أي فريق في مصر إلا الأهلي.
وأكد جوزيه أنه بعد تعاقده مع النادي الأهلي شعر بندم شديد، لسبب مشاهدته شرائط فيديو لمباريات الأهلي، جعلته يصاب بحالة من الصدمة من مستويات اللاعبين وقتها، قبل أن يحضر إلى القاهرة ويشاهد مباراة الأهلي وغزل المحلة في لقاء كأس مصر، فيما لفت نظره المدافع وائل جمعة وطلب من مسؤولي الأهلي التعاقد معه عام 2001.
وقد وصل الخواجة إلى القاهرة لقضاء فترة إجازة قصيرة، تستمر لأيام عدة، وحرص على تأكيد عدم حضوره من أجل قيادة النادي الأهلي أو إعلان دخوله الدين الإسلامي أو غيره من الإشاعات التي سبقت حضوره إلى مصر، وشدد على أنه لن يدرب في مصر أي فريق آخر سوى النادي الأهلي، حتى لو كان هناك عرض لتدريب المنتخب المصري.
وقال جوزيه إنه لم يتوقع أن يمضي في مصر أكثر من 3 أشهر، قبل أن تتحول فكرته عن الكرة المصرية وتمتد رحلته تواجده في مصر إلى أكثر من 8 سنوات ما بين العمل في الأهلي والرحيل عنه، بعدما تعلق كثيرًا بجمهور النادي الذي عرف في ما بعد أنه "نادي القرن" في أفريقيا، ونجح في تكوين جيل رائع، وكانت السنة الأولى مميزة بعد هزيمة الزمالك بنتيجة 6-1، وكانت البداية القوية في 2004 من خلال مجموعة تعاقدات كبيرة مع محمد بركات ومحمد أبوتريكة وإسلام الشاطر ومحمد عبدالوهاب وغيرهم، مما جعل الأهلي بمثابة برشلونة في أفريقيا .
وتحدث المدير الفني السابق لفريق بيروزي الإيراني، عن أن سبب رحيله عن الأهلي في 2010 لتدريب منتخب أنجولا، مؤكدًا أنه كان يحتاج إلى مغامرة جديدة بعدما حقق مع الفريق 19 بطولة خلال 7 سنوات، وبخاصة أنه تلقى عرض تدريب أنجولا أكثر من مرة، ولحاجته أيضًا إلى الراحة، مشيرًا إلى أن زوجته كانت تشتكي من استمرار العمل بشكل متواصل لدرجة كبيرة .
وعن علاقته بلاعبي الأهلي، أوضح المدرب المخضرم، "أولاً عماد متعب لاعب موهوب منذ صعوده إلى الفريق الأول، عندما تدرب معه في تونس للمرة الأولى من دون ارتداء واقي القدم (شنكار)، وهدده بعدم المشاركة مع الفريق في حال لم يلتزم، قبل أن يترجم متعب هذه النصائح إلى مردود فعلي ويتحول إلى أحد أفضل المهاجمين في مصر، أما الحارس السابق عصام الحضري فلم أقم بطرده من النادي ورحل بمفرده إلى سويسرا بطريقة غير لائقة، على الرغم من أنه كان أفضل حارس في أفريقيا، وأنه بعد 5 سنوات من العمل فضل البحث عن المال لتأمين نفسه، وعلى الرغم من تفهمه لذلك إلا أن الطريقة التي اختارها كانت سيئة، وأن قرار مجلس الإدارة حسم الأمور كلها في النهاية"، مشيرًا إلى عودة العلاقات بينهما الآن بعدما أصبحت هذه الأزمة جزءًا من الماضي.
وتحدث جوزيه عن حسام غالي والأزمة التي نشبت بينهما، فقال إنه قام بتصعيده عندما كان لاعبًا صغيرًا وبخاصة أنه لاعب رائع ولديه كل شيء في كرة القدم، وأرجع سبب قراره بالاستغناء عن اللاعب قبل رحيله إلى تحوّل غالي إلى مستويات سيئة في الملعب فقط، لذلك اتخذ قرارًا فنيًا باستبعاده، مشيرًا إلى أن غالي كان دائمًا ما يعتز بموسم 2001، وكان يجب أن يصل للأفضل بعدما ساعده هذا الموسم في الاحتراف في نادي فينورد الهولندي، كما أنه أحيانًا لا يفكر في الملعب، والدليل على ذلك ما قام به في توتنهام الإنكليزي، عندما ألقى بقميص فريقه في وجه مدربه مارتن يول، فيما أكد أن قرار اعتزال وائل جمعة يجب أن يصدر منه وبنفسه، وأنه طالما كان قادرًا على العطاء فلابد أن يستمر على الرغم من تقدمه في العمر، وإن هذا ينطبق على الثنائي محمد بركات ومحمد أبو تريكة، الذين أكد أنهما عباقرة في كرة القدم.
وأكد المدرب البرتغالي، أنه كان من الصعب جدًا عودته مرة أخرى إلى النادي الأهلي، وبخاصة من جانب الجمهور واللاعبين، مشيرًا إلى قوة علاقته بالجمهور والشعب المصري، فيما نفى تميزهم بالعصبية، قائلاً إنه دائمًا ما كان ينقل إلى وسائل الإعلام في الغرب صورة طيبة عن الشعب المصري، في حين ربط الأوضاع الحالية في مصر بما حدث في البرتغال خلال حقبة الثورة التي قامت قبل سنوات، مؤكدًا أن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت، وأنه يشعر بالحزن لما يحدث في مصر حاليًا، مشددًا على دعمه الكامل لاستمرار حسام البدري كمدير فني للفريق، وبخاصة أنه يحقق نتائج طيبة للغاية بالقياس بالظروف الحالية التي تمر بها الكرة المصرية بعدما تم خلط الكرة بالسياسة وغاب الجمهور، وأنه من الصعب جدًا أن يتولى مهمة تدريب الفريق في ظل هذه الظروف، فيما رأى أن البدري مدرب قدير وحقق نتائج طيبة في الأهلي وفي السودان.
وأضاف جوزيه أنه أخذ من الأهلي أكثر مما أعطاه على مدار سنواته مع الفريق، وأن عودة الجمهور إلى المدرجات أمر ضروري للغاية، حتى تتمكن كرة القدم من مساعدة البلد، لافتًا إلى أن مصر أنهت ثورتها وتبحث الآن عن الديمقراطية، وأن الكرة يمكنها أن تساعد في ذلك لسبب ارتباط الجمهور بها، كما وجه مدرب بنفيكا السابق رسالة إلى روابط الأولتراس بأن تراعي أهمية عودة الرياضة المصرية إلى سابق عهدها، من خلال التزامهم بأصول التشجيع المثالي للفريق في المدرجات بعدما تضرر حوالي 5 مليون شخص من العاملين في المجال الرياضي، لسبب توقف مسابقة الدوري عقب مجزرة ستاد بورسعيد.
وانتقل الخواجة إلى رحيل الثلاثي محمد أبوتريكة وأحمد فتحي ومحمد ناجي جدو على سبيل الإعارة، مؤكدًا أنه قرار ذكي من جانب الإدارة لسبب الأزمة المالية، وتوافق ذلك مع رغبات اللاعبين في الاحتراف وتحقيق طموح خارجي، في الوقت الذي نفى أن يكون قد رحل عن الأهلي لسبب "ثورة 25 يناير"، كاشفًا عن أنه ترك الفريق بعدما توج بلقب الدوري، وعقب الوصول إلى دور المجموعات في البطولة الأفريقية على الرغم من قيام السفارة البرتغالية بإرسال طائرتين لإجلاء الرعايا البرتغاليين، وكذلك بعد احتجاز بعثة الفريق في مالي، موضحًا في الوقت ذاته أنه أخطأ عندما قام بالتدريب في إيران، فيما أكد أن تجربته في السعودية كانت غير موفقة لسبب انعدام طموحات الفريق في المنافسة على البطولات، مشيرًا إلى أنه كان يتمنى انضمام لاعب الزمالك محمود عبدالرازق "شيكابالا" حتى يصنع منه لاعب عظيم، قبل أن يقوم اللاعب بإفساد مشواره الكروي عقب توقيعه للأهلي ثم العودة إلى الزمالك، وما حدث معه بعد ذلك من مشاكل كان من الممكن أن يتفاداها ويصبح لاعبًا في أكبر أندية أوروبا.