الرئيس الأمريكى باراك أوباما

اعتبرت مجلة "الايكونوميست" البريطانية إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما إنشاء أكبر محمية بحرية طبيعية على مستوى

العالم فى المحيط الهادئ فى ظل الأزمة العراقية التى تجتاح البلاد، والمتمثلة فى استيلاء جماعة الدولة الإسلامية بالعراق والشام

"داعش" على مساحات واسعة من العراق "تجاهلا ملحوظا".
وأضافت المجلة - فى تعليق نشرته على نسختها الإلكتروينة اليوم السبت - أنه لم يتبق سوى قليل من الاشياء التى تذكرنا بانه قبل

ستة أعوام ونصف، كان هناك 180 الف جندى امريكى ينتشرون فى العراق لمنع الدولة من الانزلاق فى حرب أهلية وهو ما

يبدو يحدث الأن.
ومضت المجلة تقول ان 4500 امريكى قتلوا من اجل هذه القضية وانفقت مليارات الدولارات فى الدولة، وأعادت المجلة إلى

الاذهان تصريح لباراك اوباما فى عام 2008 قبل أن يصبح رئيس اكبر دولة فى العالم عندما قال " العراق لن تكون مكانا مثاليا

ولا نمتلك موارد غير محدودة لنحاول جعلها كذلك". وفى الشهر الماضي، بدأ أوباما فى طرح بعض المبادئ التى تنظم استخدام

القوة العسكرية وهى مباديء اتسقت مع إرادة الشعب الامريكي، مشيرا إلى أنه ينبغى على أمريكا استخدام القوة، من جانب

واحد إذا لزم الأمر، وذلك عندما تتعرض مصالحها الرئيسية للتهديد فقط.
وتابعت المجلة تقول إن أوباما حدد مصالح بلاده الرئيسية بقلم رصاص كثيف بما يكفى لإخفاء معالم هذه المصالح، وأشارت

المجلة إلى أن كل ما قام به أوباما حيال الأزمة فى العراق هو إخبار الكونجرس أنه سيرسل 275 جنديا إلى العراق لتوفير الأمن

فى السفارة الأمريكية فى بغداد، كما أرسل حاملة طائرات إلى جانب سفينتين محملتين بصواريخ من طراز كروز إلى منطقة

الخليج.
وذكرت المجلة أن أوباما أكثر حذرا من وزير خارجيته الذى ناقش احتمالية شن غارات جوية على مقاتلى داعش، مكتفيا بالقول

أن أى دعم عسكرى للحكومة العراقية سيكون مشروطا بقيامها بما هو أفضل بالتعاون مع السنة والأكراد. وفى الوقت ذاته،

أسقط بعض المسؤولين فى الإدارة الأمريكية تلميحات واسعة على ضرورة رحيل رئيس الوزراء العراقى نورى المالكي،

ووصف أحد المسؤولين فى البيت الأبيض الأسئلة بشأن الدعم الجوى الأمريكى أنها مجرد "تكهنات".
وفى السياق ذاته، نسبت المجلة إلى الجنرال ديفيد دبتولا، وهو جنرال متقاعد شارك فى الحملة الجوية فى عملية عاصفة

الصحراء عام 1991، قوله إن ما لا تستطيع القوات الأمريكية القيام به من الجو هو إخراج داعش من المدن التى استولت عليها

بالفعل وأنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال قوات الأمن العراقية ربما بدعم من إيران، مشيرا إلى أن مشاركة إيران جعلت

رؤية أمريكا أكثر تعقيدا. وعلى الرغم من أن تقدم مقاتلى داعش وضع أمريكا وإيران فى موقف غريب حيث أنهما يدعمان

الجانب نفسه، لا يزال الجانبان يدعمان جماعات مختلفة فى الحرب الأهلية فى سوريا.
واختتمت المجلة بالقول أن منع إيران من بناء سلاح نووى هو ما يهم الولايات المتحدة أكثر من تحقيق الاستقرار فى العراق

مستدلة على هذا الطرح باستبعد البيت الأبيض أى تعاون عسكرى مع إيران لمقاتلة داعش وقوله انه سيبحث مع إيران الوضع

فى العراق على هامش المباحثات النووية الإيرانية فى فيينا.
أ ش أ