الرئيس الأميركي جو بايدن

اتفاق أطول وأقوى، يجيب المتحدثون باسم البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع كلما سأل أحدهم عن الغاية من دبلوماسية الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه إيران ببرنامجيها النووي والصاروخي وبتدخلاتها المباشرة وغير المباشرة في شؤون الشرق الأوسط.وبعد مرور نحو شهر على دخولها البيت الأبيض، أبلغت إدارة بايدن مجلس الأمن الدولي بأنها ألغت إعلان إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران وخففت قيود السفر عن الدبلوماسيين الإيرانيين وقبول دعوة من الاتحاد الأوروبي للاجتماع مع إيران لبحث إحياء المسار الدبلوماسي بين البلدين. ورغم ذلك فإن عقبات كثيرة مازالت تعترض طريق الأميركيين نحو العودة إلى الاتفاق دون التنازل عن مصالحهم ومصالح حلفائهم.

ولا تخفي إدارة بايدن أن الوصول إلى اتفاق مع إيران يتطلب إقناع الحلفاء، خاصة في الشرق الأوسط، برؤيتها عبر معالجة مخاوفهم من نمو قدرات طهران العسكرية.ولذلك يبحث المسؤولون الأميركيون العودة المشروطة للاتفاق مع أعضاء الكونغرس في الداخل ومع حلفاء وشركاء بلادهم في الخارج.لكن انقسام الحلفاء بشأن نهج إدارة بايدن دفع وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان إلى إطلاق سلسلة محادثات.

واستهدفت أولى المحادثات حلفاء يتفقون مع المسعى الأميركي لإحياء الاتفاق النووي رغم تخلي الإيرانيين عن الكثير من بنوده.وتجلت تلك المحادثات في اجتماع افتراضي لبلينكن مع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، أسفر عنه بيان مشترك أشاد بنية واشنطن العودة إلى الاتفاق لكنه حذر من استمرار طهران في الابتعاد أكثر عن الالتزام باتفاق 2015.محادثات أخرى أطلقتها واشنطن عبر دبلوماسييها مع حلفاء معارضين للعودة إلى الاتفاق النووي على رأسهم إسرائيل ودول عديدة في المنطقة.

وتجلت تلك المحادثات في اتصالات على مستوى وزراء الخارجية ومسؤولي الأمن القومي بهدف التأكيد على التزام الولايات المتحدة بأمنهم ضمن أي اتفاق مع إيران، وهو ما بدى جلياً في تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس عن أن العودة للعمل بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة سيكون مجرد بداية ووسيلة لاتفاق أو اتفاقيات أخرى تعالج مخاوف من برنامج الصواريخ البالستية الإيراني ومن التهديدات التي تشكلها مجموعات تتلقى دعما من طهران في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط.

وتدرك إدارة بايدن وهي ترفع شعار الديبلوماسية أولا أن عليها استخدام قنوات قد لا تفضلها لوضع حد لطموحات إيران النووية. القناة الأولى تمر عبر بكين، حيث تفتح الصين أسواقها أمام النفط الإيراني ضمن شراكة تجارية وصناعية بمليارات الدولارات، لتمنح طهران فرصة تجاوز بعض تبعات العقوبات الأميركية على اقتصادها. ولذلك تبادل المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي مع نائب الوزير الأول في الصين "وجهات النظر بشكل معمق" بشأن برنامج طهران النووي، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية.

ورغم الخصومة أيضاً، تسعى الولايات المتحدة إلى التعاون مع روسيا لاستثمار علاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية مع إيران للتوصل إلى تفاهمات تؤدي إلى الحد من خطر امتلاكها سلاحا نوويا. وفي المقابل تطمح موسكو في رفع العقوبات عن طهران بما يتيح تدفقاً أكبر لمبيعاتها من الأسلحة للإيرانيين، أمر عطلته العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018.رغم إبلاغ مجلس الأمن الدولي بقرارها إلغاء إعلان إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة، فإن الإدارة الأميركية مازالت تفرض طائفة أخرى من العقوبات على إيران بسبب برنامجها الصاروخي وانتهاكات حقوق الإنسان.

وتشكل تلك العقوبات جزءاً من الضغط الذي ترى فيه واشنطن أداة لتحقيق بعض التنازلات من الإيرانيين دون التخلي عن شعار الدبلوماسية أولاً.وفي المقابل فإن إصرار إدارة بايدن على تفضيل الديبلوماسية على غيرها والاستعانة بمسؤولين من عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما قد يمنح الإيرانيين فرصة أكبر للمراوغة وانتظار مزيد من التنازلات من طرف الأميركيين، يقول مراقبون إنها بدأت بإلغاء تصنيف الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن، جماعة إرهابية ووصلت حتى إلى التراجع عن عقوبات فرضتها إدارة ترامب. إذ يحذر عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مايكل ماكول من العودة إلى "الاتفاق المعيب" مع إيران ومن تنازل بايدن عن " أفضلية" أوجدتها إدارتها سلفه.

وقال ماكول في بيان: "من المقلق أن إدارة بايدن تقدم التنازلات في محاولة واضحة للعودة الى الاتفاق المعيب مع إيران.وأضاف: "إدارة ترامب خلقت امتيازا للرئيس بايدن بما يخص إيران ويجب ألا نهدر ذلك التقدم، علينا أن نضمن اتفاقا أفضل يبقي الأميركيين بأمان من كل التهديدات الخبيثة لإيران."وأكد ماكول أن على إدارة بايدن أن تعطي الأولوية للعمل الحزبي المشترك والالتزام بعدم العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني حتى تلتزم به إيران بشكل كامل.

قد يهمك ايضا :

بايدن يختار مسؤولة بإدارة أوباما لرئاسة مراكز الرعاية الطبية

بايدن يعلن الطوارئ ويوجه نداء عاجلا للشعب الأمريكي