أسباب غرق السفينة «تايتانيك»

109 أعوام مروا على واحدة من أشهر حوادث الغرق في التاريخ وأكثرها كارثية، فبعد 4 أيام فقط من تحرك أكبر وأضخم سفينة ركاب في العالم في إبريل عام 1912، اصطدمت «تايتانيك» بجبل جليدي، لتغرق بالكامل وترقد في قاع المحيط، مخلفة ورائها أكثر من 1500 ضحية.

وقال القاضي والسياسي البريطاني، جون تشارلز بيجهام، إن السفينة «تايتانيك» كانت تسير بسرعة مفرطة، رغم التحذيرات الجليدية، وألغت تدريبات قوارب النجاة، كما تركت الأبواب المانعة لتسرب المياه مفتوحة، وفقا لما جاء في مذكراته.

مذكرات «جون» المعروف بـ«اللورد ميرسي»، كشفت نتائج التحقيق الذي أجراه في كارثة «تايتانيك»، والتي سيتم عرضها عبر فيلما وثائقيا، وفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وذكرت المذكرات، أنه كانت هناك عدة عوامل أدت لكارثة الغرق المأساوية، بما في ذلك كيفية تحرك السفينة بسرعة، وكيفية تجاهل الطاقم التحذيرات المتكررة من الجليد، وترك الأبواب المانعة لتسرب الماء مفتوحة أثناء غرقها، بالإضافة إلى عدم وجود قوارب نجاة كافية، إذ كانت القوراب المتاحة تتسع لنصف عدد الركاب البالغ 2240 راكبًا.

وأوضح كريج سوبين، المحامي وجامع تذكارات «تايتانيك» من فيلادلفيا: «من خلال المذكرات يمكننا أن نرى ما دار داخل عقل اللورد ميرسي، وأنه كتب كيف تم إلغاء تدريب حاسم على قوارب النجاة، وأنه أمر غير عادي بسفينة بذلك الحجم».

وأكد القاضي أن «تايتانيك» كانت تسير بأقصى سرعة في بيئة جليدية، وهذا أمر غير منطقي، ولم يكن هناك أي دليل على تقليل السرعة، خاصة أن سفينتين أبلغتا قبطان السفينة والعاملون بوجود جبال جليدية وتدفقات جنبا إلى جنب مع مخططات تفصيلية، وأن درجة الحرارة كانت تنخفض، ما يشير إلى الجليد.

وجاء التحذير من الجليد في تمام الساعة الثانية مساء، وتم تسليمه إلى بروس إيمساي، رئيس «وايت ستار» المسؤول عن «تايتانيك»، لكنه وضع التحذير في جيبه، بدلا من نشره على الملأ.
ماذا حدث في 14 أبريل 1912؟

في يوم 14 أبريل من عام 1912، تم رصد الجبل الجليدي في الساعة 11 و39 دقيقة، بواسطة مراقب السفينة الذي دق جرس الإنذار، لكن كانت «تايتانيك» تسير بسرعة 26 ميلا في الساعة، ولم يكن هناك وقتا لتغيير المسار، ما أدى لاصطدامها بجبل جليدي بلغ ارتفاعه 60 قدما، بعد وقت قصير من التحذير.

وأشارت المذاكرات، إلى أن بعض الأبواب المانعة لتسرب المياه، تم فتحها يدويا من قبل الطاقنم لنقل خراطيم المياه والمضخات، وتم تركها مفتوحة، وأن السفينة توقفت بعد الاصطدام، ثم عاودت تحركها إلى الأمام بنصف السرعة لنحو 20 ميلا أخرى، ما زاد من كمية المياه المتدفقة.

وبعد حوالي ساعة من الاصطدام، تم إنزال أول قارب نجاة، مع أمر بملء القوارب بالنساء والأطفال أولا، لكن وفقًا لملاحظات ميرسي، لم يملأوا قوارب النجاة بالسعة الكاملة، بالإضافة إلى أنه في أحد  قوارب النجاة كان هناك 61 من أصل 68 راكبًا رجالًا، بما في ذلك رئيس الشركة بروس إسماي.

وفي تمام الساعة 2 و20 دقيقة صباحًا، انقسم قوس القارب إلى نصفين وغرق، ومن بين المئات الذين سقطوا في الماء، تم سحب 40 منهم فقط ونجوا، وأخيرا ذكر أن زورقي نجاة فقط عادوا للمساعدة.

ووقع تحقيق المجلس البريطاني للتجارة في المأساة بين 2 مايو و3 يوليو، وأخذ القاضي شهادة من كل من ركاب وطاقم «تايتانيك» وأعضاء طاقم «ليلاند لاين» في كاليفورنيا، والكابتن آرثر روسترون من «كارباثيا» وخبراء آخرين، وكانت أطول محكمة تحقيق وأكثرها تفصيلا في التاريخ البريطاني حتى ذلك الوقت.

الإهمال سبب غرق «تايتانيك»

خلص تقرير اللورد ميرسي النهائي في 30 يوليو 1912، إلى أن اللوائح الخاصة بعدد قوارب النجاة كانت قديمة وغير كافية، وتجاهل الكابتن «سميث» قبطان السفينة، التحذيرات الجليدية، ولم يتم ملء قوارب النجاة بشكل صحيح، كما أن السرعة العالية للغاية التي تبلغ اثنتين وعشرين عقدة، والتي تم الحفاظ عليها بعد العديد من التحذيرات الجليدية، صنفت كعامل أدى إلى الكارثة.

قد يهمك أيضا : 

باحث المصريات يسرد حادثة غرق سفينة " تايتانيك"

 قصة "عبارة السلام 98" التي نافست "تايتانيك" في عدد الضحايا