قالت مصادر في الفاتيكان إن البابا بنيدكتوس السادس عشر عدّل دستور الكنيسة الكاثوليكية ليسمح بانتخاب بابا جديد بوجود البابا الحالي. وكان الدستور يستدعي أن ينتظر المرشحون لمنصب البابا 15 يوما بعد شغور المنصب كي يرشحوا له، والذي يشغر عادة بعد وفاة شاغل المنصب.وكنيتجة لهذا التعديل فإن مجلس كبار الأساقفة (كلية الكرادلة) سوف ينعقد قبل الخامس عشر من مارس/آذار المقبل، وهو الموعد السابق لانعقاد المجلس، والذي سمح بمرور 15 يوما على مغادرة الباب الحالي للمنصب.وقد فاجأ البابا الحالي، بنديكت السادس عشر، الكثيرين ضمن الكنيسة الكاثوليكية بإعلانه أنه يعتزم مغادرة المنصب في الثامن والعشرين من فبراير شباط الجاري، وهو أول بابا يتخلى عن المنصب في حياته منذ 600 عام.وقال البابا بنيدكتوس في بيان تلاه المتحدث باسمه إنه سينيط بمجلس الكرادلة مسؤولية تقديم موعد انتخاب البابا الجديد عندما يكون الكرادلة جميعا حاضرين، أو تأخير الموعد لعدة أيام إن كانت هناك أسباب موجبة للتأخير.الكاردينال كيث أوبراين، الأرفع في كنيسة أسكتلندة، يستقيل بعد اتهامه بالإساءة إلى القساوسةوأوضح مسؤولون في الفاتيكان أن سبب التعديل هو أن دستور الكنيسة كان قد كُتِب بالدرجة الأولى من أجل أن تنعقد كلية الكرادلة بعد وفاة البابا وليس بعد استقالته.وقال مسؤولون إن الكرادلة سيتخذون قرار بداية انعقاد المجلس (الكلية) لكن ذلك لن يحصل قبل الأول من مارس/آذار المقبل.ويرى المسؤولون أنه إذا تقرر أن ينعقد مجلس الكرادلة في منتصف شهر مارس، فإن ذلك سيترك وقتا قصيرا للبابا الجديد كي يستعد لأهم مناسبة في تقويم الكنسية الكاثوليكية ألا وهي عيد الفُصْح الذي يبدأ في الرابع والعشرين من الشهر نفسه ويستمر لمدة أسبوع.ويتزامن موعد انعقاد كلية الكرادلة، مع قبول البابا استقالة الكاردينال كيث أوبراين، الذي يحتل أرفع منصب ديني في إقليم أسكتلندة في المملكة المتحدة.وتأتي استقالة الكاردينال أوبراين في أعقاب اتهامات وُجّهت له بإساءة معاملة القساوسة منذ الثمانينيات، لكنه ينفي ارتكاب أي مخالفة من هذا القبيل.ويقول مسئولون في الفاتيكان إن استقالة أوبراين مرتبطة بحقيقة اقترابه من سن الخامسة والسبعين وأن البابا بنيدكتوس متحمس لقبول الاستقالات في عهده وتيسير عمل الكنيسة قبل موعد مغادرته منصبه.وأكد الكاردينال أوبراين أنه لن يشارك في كلية الكرادلة لانتخاب خليفة للبابا بنيدكتوس السادس عشر. ويقول مسؤولون في الفاتيكان إنه لم يتحدد بعد لقب البابا وكيف يُشار إليه في الفترة الفاصلة بين استقالته وانتخاب البابا الجديد.