يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الجمعة إلى العاصمة التركية أنقرة في زيارة هي الأولى له منذ توليه مهام منصبه. ومن المنتظر أن تتصدر الأزمة السورية مباحثات كيري مع المسؤولين الأتراك. وتأتي زيارة كيري إلى تركيا بعد يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة تعزيز دعمها للمعارضة السورية التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد وذلك خلال مؤتمر "أصدقاء سوريا" في العاصمة الإيطالية روما. وعلى الرغم من اتفاق واشنطن وأنقرة على ضرورة رحيل الرئيس الأسد إلا أن هناك تباين في وجهات النظر بشأن مساعدة المعارضة السورية. يذكر أن المساعدات التي أعلنت عنها واشنطن تتضمن إمدادات طبية وغذائية للمقاتلين و60 مليون دولار لمساعدة المعارضة المدنية على تقديم خدمات أساسية مثل الأمن والتعليم والصرف الصحي. وتعهد وزير الخارجية الأمريكي بتقديم مساعدات مالية للمعارضة "لمساعدتها في القيام بمهام الحكم الأساسية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها". ويقول مراسلون إن التعهد بتقديم مساعدات مباشرة "غير قتالية" للمعارضة المسلحة يمثل تحولا في السياسة الأمريكية إزاء الوضع في سوريا. إلا أن هذه المساعدات لم ترق لتطلعات مقاتلي المعارضة الذين يريدون تزويدهم بالأسلحة في معاركهم ضد القوات السورية الحكومية. وقال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب إن الكثيرين "يركزون على المسلحين الإسلاميين ضمن صفوف المعارضة أكثر من الدماء التي تسيل من الأطفال". وقدمت الولايات المتحدة نحو 385 مليون دولار من المساعدات الإنسانية غير أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يرفض حتى الآن تقديم أسلحة بدعوى أنه من الصعب الحيلولة دون وقوعها في أيدي المتشددين الذين قد يستخدمونها لمهاجمة أهداف غربية. خيبة أمل ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في المعارضة قوله إن "المعارضة السياسية السورية أرجأت المحادثات الخاصة باختيار رئيس لحكومة مؤقتة" وهي الخطوة التي اعتبرها محللون علامة على خيبة الأمل. وكان زعماء المعارضة عبروا عن أملهم في أن يتم اختيار رئيس وزراء خلال اجتماع يعقد في اسطنبول السبت لقيادة حكومة تعمل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين. في هذه الأثناء، قرر الاتحاد الاوروبي تعديل العقوبات على سوريا ليسمح بتوريد عربات مدرعة ومعدات عسكرية غير فتاكة وتقديم مساعدة فنية للمعارضة السورية على ان توجه لحماية المدنيين. ويمد الاجراء الذي وافقت عليه حكومات الاتحاد الاوروبي العقوبات التي يفرضها الاتحاد على سوريا حتى أول يونيو / حزيران ويستجيب لضغط من بريطانيا واطراف اخرى لتخفيف الحظر الاوروبي على الاسلحة لمساعدة خصوم الرئيس بشار الاسد.