قدمت المفوضية الأوروبية مقترحات جديدة للدول الأعضاء بشأن تحديث التحكم في الحدود الداخلية والخارجية للاتحاد الأوروبي من خلال استعمال التكنولوجيا المتطورة والدقيقة وذلك بهدف تعزيز السلامة وسرعة الإجراءات في المعابر الحدودية. ويقدر المسؤولون الأوروبيون عدد المسافرين الذين سيستفيدون من هذا البرنامج الجديد بحوالي خمسة ملايين مسافر سنويا، وسيتم فيه استخدام المراقبة الآلية التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. تسهيل للإجراءات وتؤكد المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية سيسيليا مالمستروم أن استخدام التكنولوجيا الجديدة سوف يسهل ويسرع الإجراءات على المعابر الحدودية للمواطنين الأجانب الذين يرغبون في القدوم إلى الإتحاد الأوروبي، إذ تسعى السلطات الأوروبية في بروكسل لتشجيع الزيارات إلى الدول الأوروبية سواء التي بغرض التجارة أو السياحة أو الدراسة، وتعمل على تفادي التأخير في إجراءات وثائق القادمين الأجانب عند وصولهم إلى حدود الاتحاد الأوروبي. وتقول سيسيليا إن هدفهم هو تسهيل وصول المسافرين وهذا أمر مهم أيضا للاقتصاد الأوروبي، إذ تقدر الإحصائيات أنه في عام 2011 وفر المسافرون الأجانب للاتحاد الأوروبي مدخولا بلغ 271 مليار يورو . ولم تتردد المفوضية الأوروبية في التأكيد على وجود أسباب أمنية أيضا دفعتها إلى رفع مستوى الرقابة على الحدود، فالإجراءات الجديدة في المعابر الحدودية ستمكن من الكشف عن المهاجرين غير الشرعيين وعن أولئك الذين تجاوزوا فترة الإقامة المسموح بها. حدود ذكية وتقول الخبيرة في الشؤون الأوروبية كيارا دي فيليشي للجزيرة نت إن المقترحات الجديدة التي يطلق عليها "حزمة الحدود الذكية" تضم برنامجين، الأول هو سجل أوروبي للمسافرين، والثاني نظام لضبط دخول وخروج المسافرين عبر حدود الاتحاد الأوروبي. وبالنسبة لنظام سجل المسافرين تشير كيارا إلى أن الغرض منه هو تبسيط الإجراءات التي يخضع لها رعايا البلدان الأجنبية الذين يسافرون بشكل متكرر إلى الاتحاد الأوروبي، وهذا يشمل رجال الأعمال والعمال بعقود عمل قصيرة الأجل والباحثين والطلاب والأجانب الذين لديهم روابط أسرية مع مواطنين من الاتحاد الأوروبي، والمقيمين في المناطق الحدودية للاتحاد الذين يعبرون الحدود عدة مرات في السنة. أما نظام ضبط دخول وخروج المسافرين عبر الحدود فتقول كيارا إنه سيساعد في تسجيل تاريخ ومكان دخول وخروج الأجانب الذين يسافرون إلى الاتحاد الأوروبي، مع ضبط تلقائي لمدد الإقامة القصيرة المسموح بها لبعض المسافرين وإخطار السلطات عند انقضاء هذه الفترة، بالإضافة إلى التعرف على من تجاوزوا مدة الإقامة المنصوص عليها في التأشيرة. ووفقا لموظفين في قسم الأمن بمطار بروكسل فإن كل الدول الأعضاء تستخدم عند نقاط التفتيش الحدودية حاليا ختم وثيقة السفر بشكل رئيسي، الأمر الذي لا يوفر بيانات موثوقة ولا يسمح بالكشف الفعال عن الأشخاص الذين يتجاوزون مدة الإقامة المسموح بها.  مكافحة الهجرة وترى الناشطة في مجال دعم المهاجرين وطالبي اللجوء كاتيا نافي في حديث للجزيرة نت أن هذه الإجراءات تهدف بشكل أساسي إلى تحصين القلعة الأوروبية لتقليل وصول مهاجرين جدد يأملون بتحقيق حلمهم في حياة جديدة، فالاتحاد الأوروبي يسعى حتى قبل اندلاع الأزمة الاقتصادية والمالية إلى إغلاق حدوده أو السيطرة عليها بشكل صارم على الأقل. وتؤكد كاتيا أن ذلك لن يمنع المهاجرين المستعدين للمغامرة بكل شيء من أجل الوصول إلى أوروبا، وهذا يعني أن أية حلول لملف الهجرة يجب أن تأخذ بالاعتبار الوضع في الدول الأصلية للمهاجرين. ويتوقع أن ترتفع نسبة المسافرين جوا إلى الاتحاد الأوروبي في السنوات المقبلة بنسبة 80% من 400 مليون مسافر عام 2009 إلى 720 مليون عام 2030.