قالت روسيا الجمعة ان القرارات التي صدرت عن اجتماع "اصدقاء الشعب السوري" الذي عقد في روما الخميس وتضمنت تعهدا اميركيا بتقديم مساعدة مباشرة للمعارضين السوريين، تشجع "المتطرفين" الذين يريدون الاستيلاء على السلطة بالقوة. وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية الروسية ان "القرارات والتصريحات التي صدرت في روما تشجع، نصا وروحا، المتطرفين للاستيلاء على السلطة بالقوة رغم المعاناة الحتمية للسوريين العاديين". واعلنت الولايات المتحدة في الاجتماع الذي جرى بين عدد من الاطراف الاوروبية والعربية والمعارضة السورية الخميس انها ستقدم ولاول مرة مساعدات مباشرة الى المعارضين السوريين على شكل اغذية وادوية اضافة الى 60 مليون دولار. وتنفي روسيا انها تدعم الرئيس السوري بشار الاسد، الا انها لا تدعم الدعوات الى تنحيه. وجاء في البيان "برأينا فان المهمة الملحة اليوم هي الوقف الفوري لسفك الدماء واية اعمال عنف والانتقال الى الحوار السياسي الذي ينص عليه اعلان جنيف" في اشارة الى الاعلان الذي وافقت عليه الدول الكبرى في حزيران/يونيو 2012. واضاف البيان "نحن مقتنعون ان هذا سيسمح بتحقيق الاهداف التي تعتبر الاهم بالنسبة للسوريين وهي ضمان تطور سوريا واحدة يسودها السلام والديموقراطية تخدم مصالح جميع مواطنيها دون استثناء". وقال فيتالي تشوركين سفير روسيا في الامم المتحدة ان القرار الاميركي الذي اعلنه وزير الخارجية جون كيري في روما "مؤسف". واضاف ان "الولايات المتحدة تختار ان لا تلطخ ايديها من خلال امداد الجماعات المسلحة بالاسلحة مباشرة لان من بينهم ارهابيون وغيرهم من الاشخاص الذين تفضل الولايات المتحدة عدم الارتباط معهم". وتابع "ولكن وفي الوقت ذاته فانهم يعطون اشارات الموافقة لمن يقدمون المساعدة العسكرية المباشرة للجماعات المسلحة المتمردة. كل هذا مؤسف للغاية لانه يحرف الانتباه عن ضرورة الدخول في حوار سياسي". وقال تشوركين ان الوقت قد حان لكي تقدم المعارضة السورية برنامجا سياسيا واضحا لكي تتمكن من الدخول في محادثات مع الحكومة السورية. واضاف "بدلا من طلب المزيد من المساعدات المختلفة، على جماعات المعارضة بما فيها الائتلاف الوطني، ان تلتزم بعرضها الاولي او تعبيرها عن الاستعداد في الدخول في حوار". وقال ان على المعارضة "توضيح برنامجها السياسي لاننا لا نرى منها اي برنامج سياسي". والاثنين التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره السوري وليد المعلم الذي اعرب لاول مرة عن استعداد النظام السوري لاجراء محادثات مع المعارضة المسلحة. الا ان رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر سليم ادريس قال ان على الاسد التنحي كما يجب وقف عمليات القتل قبل بدء أي حوار. وعقب محادثات مع وزير الخارجية الاميركي هذا الاسبوع، جدد لافروف دعوته المعارضة السورية الى الدخول في حوار مع الحكومة السورية دون اية شروط مسبقة وتشكيل فريق تفاوضي. واكد تشوركين انه لا يمكن لاية قوة خارجية ان تساعد في تسوية النزاع في سوريا والذي ادى الى مقتل نحو 70 الف شخص حتى الان بحسب الامم المتحدة، قبل ان يتفق الطرفان المتحاربان على الحوار. واوضح "انني اخشى انه بدون حوار وبدون ارادة سياسية من جانب جميع السوريين وجميع الجهات المعنية في ذلك البلد، فان المجتمع الدولي لن يستطيع ان يفعل الكثير. لا يمكن ان نحل لهم الازمة نيابة عنهم".