أعلن مسؤولون في حلف شمال الاطلسي (ناتو) أن اتفاقا أبرم بين الحلف والحكومة الافغانية يقضي بانسحاب القوات الخاصة الامريكية من إقليم ورداك. وينهي الاتفاق فيما يبدو نزاعا مريرا بين الحلف والحكومة الافغانية في أعقاب توجيه اتهامات الى قوات الحلف ونظيرتها الافغانية تفيد ارتكاب أعمال قتل أفضت الى مقتل تسعة أشخاص الى جانب ترويع سكان المنطقة.ونفت قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التابعة للحلف الاتهامات، في حين طالب الرئيس الافغاني حامد كرزاي الشهر الماضي بضرورة انسحاب القوات خلال اسبوعين بعد تعكر صفو العلاقات بين كرزاي والناتو خلال الاسابيع الماضية. وتبدأ القوات الخاصة عملية انسحاب على مراحل من المناطق، على أن تتولى قوات الأمن الافغانية السيطرة عليها تدريجيا. وكان متحدث باسم الرئاسة قد وصف العمليات العسكرية بقيادة الناتو في أفغانستان بأنها "عديمة الهدف وتفتقد إلى الحكمة". اتفاق مقتضب قال الجنرال جوزيف دانفورد، قائد قوات إيساف "توصلنا إلى اتفاق بشأن خطة انسحاب من ورداك على نحو يفضي الى استمرار عملية الانتقال في هذا الاقليم المهم وتلبية الاحتياجات الأمنية للمواطنين ومتطلبات مهمتنا." وأضاف دانفورد "سيبدأ الانسحاب، بموجب الاتفاق، بمنطقة نيرخ التي تخضع أمنيا للشرطة المحلية الافغانية بمساعدة قوات الحلف، على أن تنشر الحكومة الافغانية قريبا قوات الامن الوطنية الأفغانية في هذه المنطقة لترسيخ الامن." وقال "وصول قوات الأمن الوطنية الافغانية سيحول دون الحاجة إلى وجود الشرطة المحلية الافغانية وقوات الحلف في المنطقة. وسوف تجري عملية الانتقال في بقية الاقليم بمرور الوقت." واضاف الجنرال أن الاتفاق يعكس "تنامى قدرات قوات الامن الافغانية لتلبية الاحتياجات الامنية" لأفغانستان. في حين قال مراسل بي بي سي في كابول إن الاتفاق مقتضب، اذ لم يحدد جدولا زمنيا بشأن وقت انسحاب القوات الخاصة، لكنه يتيح للرئيس كرزاي حفظ ماء وجهه. وأضاف المراسل أنه من غير المؤكد ما إذا كانت القوات الخاصة الافغانية ستكون قادرة على السيطرة الامنية في إقليم ورداك حال مغادرة القوات الخاصة للناتو. ويعتبر إقليم ورداك منطقة بالغة الاهمية على مقربة من كابول، ودوما ما كان يستخدم في شن عدد من الهجمات واسعة النطاق في المدينة، كما أصبح مؤخرا بؤرة عمليات مكافحة التمرد. يذكر أن مسؤولية القوات الامريكية والميليشيات المحلية التي تعمل معها مثلت دوما مصدرا للشقاق في العلاقات الأفغانية الأمريكية. ويأتي الاتفاق على خلفية مفاوضات طويلة الاجل بشأن القوات الاجنبية التي ستظل في أفغانستان في أعقاب مغادرة قوات حلف شمال الاطلسي عام 2014.