بدأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تحقيقا في انتهاكات حقوق الإنسان في كوريا الشمالية.وصوت المجلس بالإجماع للتحقيق الذي سينظر في مزاعم تعذيب في معسكرات اعتقال وعمل السخرة والحرمان من الطعام في البلاد.وأدانت كوريا الشمالية قرار المجلس ووصفته بأنه خدعة سياسية. ومن المستبعد أن يتمكن فريق التحقيق من دخول كوريا الشمالية، لذا فأنه سيعتمد في عمله على صور أخذت عبر الأقمار الاصطناعية وشهادات من منشقيين كوريين شماليين.وسيخضع سجل حقوق الإنسان في كوريا الشمالية لتدقيق مكثف، وقد تستخدم الأدلة التي سيجمعها الفريق في محاكمات مستقبلية في جرائم ضد الإنسانية.وقال المقرر الخاص في الأمم المتحدة مارزوكي داروسمان الذي قدم تقريرا أوليا عن كوريا الشمالية وسيكون عضوا في فريق التحقيق إن التركيز الأساسي سيكون على معسكرات الاعتقال في البلاد.واضاف "أن معسكرات الاعتقال قد تشكل جرائم ضد الانسانية. فالهدف من هذه المعسكرات هو دفع الناس المعتقلين فيها إلى موت بطيئ".ووصف تقرير المقرر الأممي "انتهاكات واسعة ومنظمة لحقوق الانسان" تتضمن حالات اخفاء قسرية واستخدام غذاء الناس كوسيلة للسيطرة عليهم.وقالت المفوضة الأممية السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن لدى الأمم دليل يشير الى ان السجون السياسية في كوريا الشمالية تضم نحو 200 ألف شخص، كان العديد منهم عرضة للاغتصاب والتعذيب وعمل السخرة.خطوة تاريخيةووافق على القرار الذي تقدمت به اليابان والإتحاد الأوروبي بموافقة جميع الدول الـ 47 الأعضاء في المجلس.وقال وزير الخارجية الأيرلندي إيمون غيلمور، الذي تحدث نيابة عن الإتحاد الأوروبي "ظل سكان البلاد لزمن طويل عرضة لانتهاكات واساءات واسعة ومنظمة لحقوق الإنسان".ووصف سفير كوريا الشمالية بيونغ سي ـ سو القرار بأنه "وثيقة مزورة ممتلئة بالذم السياسي، وبالتشويهات الخطيرة".واتهم السفير المجلس بالبحث عن عيوب تسيئ إلى صورة كوريا الشمالية، مشيرا إلى أن بلاده تمتلك "أحد أفضل الأنظمة في العالم لحماية حقوق الإنسان".ورحب ناشطون بالتحقيق، ووصف بيان صدر عن منظمة هيومان رايتس ووتش القرار بأنه "خطوة تاريخية ستساعد في تسليط الضوء على عقود من انتهاكات حكومة كوريا الشمالية".وترويجيئ القرار في وقت يتصاعد فيه التوتر في شبه الجزيرة الكورية، إثر قيام كوريا الشمالية بتجربتها النووية الثالثة في فبراير/شباط وما اعقبها من تشديد للعقوبات الأممية عليها.وقد اصدر الجيش الكوري الشمالي الخميس بيانا هدد فيه بضرب القواعد الجوية الأمريكية في اليابان كرد على تحليق قاذفات بي 52 العملاقة فوق شبه الجزيرة الكورية في إطار مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الجنوبية. قال ناطق باسم القيادة العليا للقوات المسلحة الكورية الشمالية "ينبغي للولايات المتحدة ألا تنسى أن قاعدة اندرسون الجوية في غوام التي تقلع منها مقاتلات بي-52 وكذلك الأراضي اليابانية التي تنتشر فيها غواصات تعمل بالطاقة النووية وقواعد البحرية في أوكيناوا تقع في مرمى أسلحتنا عالية الدقة".