جدد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، دعوته إلى إحلال السلام في تركيا، وبدء مرحلة من الحوار السياسي، بعيدا عن لغة السلاح، ليسود السلام الدائم فيها، في وقت أكد فيه أنه يرتدي كفنه في طريقه دون الخوف من أي شيء، في سبيل الاستمرار في خدمة البلاد. ودعا أردوغان، في كلمة له أمام اجتماع لحزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه، في أنقرة اليوم، إلى أن يكون كل يوم في تركيا، بداية ربيع كما كان يوم أمس، حيث ساد الهدوء احتفالات عيد "النوروز"، وأكد أن حزبه يريد لأبناء تركيا أن يعيشوا براحة وهدوء، من أجل مستقبل أفضل، لا كما عاش هو في فترة صعبة، يتحول معها الربيع إلى خريف. ووجه انتقادات إلى حزب السلام والديمقراطية، متهما إياه بالانجرار خلف لعبة خبيثة تستهدف الإثارة وحسب، من خلال عدم رفع العلم التركي في ساحة احتفالات دياربكر أمس الخميس. وأضاف أن مواقف الحزب تعتبر متناقضة، من خلال دعمها لمرحلة السلام في البلاد من جهة، وإقدامها على هذا الفعل، واصفا ما حدث بأنها لعبة رخيصة، في وقت وصف فيه احتفالات أمس، التي مرت بسلام، بالمبشرة والجيدة لتركيا. وندد أردوغان بالهجمات التي استهدفت مقرات حزب العدالة والتنمية في مختلف مناطق البلاد، مؤكدا أنها لعبة جديدة من القوى التي عملت في السنوات السابقة على اعتراض مسيرة الحزب، وهي وإن دلت علي شيء، فإنها تدل على أن انجازات الحزب بدأت تؤتي ثمارها، مما يرفع من حدة الاعتداءات، متوقعا أن تستمر وتتواصل، من أطراف داخلية وخارجية. واتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري المعارض، وزعيمه كمال كلجدار أوغلو، بالعمل على دعم الجهات التي تستهدف الحزب، في الوقت الذي لا يستبعد فيه قيام الشعب الجمهوري، بدعم أي عدو قد يرغب باحتلال البلاد، وإذا ما قال هذا العدو، أنه سيخلص الشعب الجمهوري من العدالة والتنمية، لقام بدعمه، على الرغم من أنه عدو. واستشهد بمواقف الحزب من النظام السوري، الذي لا ينفك في تنفيذ أنشطة ضد تركيا، حيث قام برلمانيو الحزب، بالتقاط الصور مع رئيس النظام بشار الأسد، في وقت تظهر مواقف الحزب واضحة، بوقوفها ضد ضحايا سفينة "مافي مرمرة" التي تعرضت لهجوم من قبل إسرائيل. واكد أردوغان على استعداده مواجهة أي شيء في سبيل خدمة بلاده، مشددا على أنهم في حزب العدالة والتنمية يرتدون أكفانهم في سبيلهم، لبلوغ هدفهم، الذي خرجوا من أجله. كما انتقد زعيم حزب الحركة القومية "دولت باهتشلي"، الذي وصفه بأنه "بارع في الهتافات والترهات"، داعيا أنصار الحزب إلى المساهمة في المصالحة الدائمة في تركيا. وامتدح قيام حزبه بأنشطة خولته إلى رفع العلم التركي في كامل الولايات بكل فخر، الأمر الذي عجزت عنه الأحزاب الأخرى. يذكر أن زعيم منظمة بي كا كا الإرهابية عبد الله أوجلان طالب من مسلحي المنظمة أمس، في رسالة أرسلها، إلى مغادرة البلاد وإلقاء السلاح.