تواصل السلطات الروسية مداهمة مقرات مؤسسات ألمانية غير حكومية في إطار حملتها التي بدأت منذ عدة أيام استنادا إلى القانون الذي عرف بـ "قانون العملاء"، الأمر الذي اثار حفيظة برلين التي استدعت القائم بأعمال السفير الروسي. داهمت السلطات الروسية مقر مؤسسة كونراد أديناور الألمانية غير الحكومية بمدينة سانت بطرسبرج اليوم الثلاثاء (26 مارس/ آذار2013) في إطار حملتها التي بدأت منذ عدة أيام وشملت منظمات غير حكومية في روسيا اعتمادا على القانون الذي اعتمد مؤخرا وعرف باسم "قانون العملاء". وقامت السلطات الروسية بمصادرة عدد من أجهزة الكمبيوتر بمقر المنظمة، وذلك بدون قرار محكمة، حسبما ذكر رئيس مكتب المنظمة في موسكو، لارس بيتر شميت في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الثلاثاء. كما طالت الحملة عدة منظمات أخرى. وردا على ذلك استدعى وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله القائم بأعمال السفير الروسي في برلين إلى مقر وزارة الخارجية الألمانية. وذكرت الخارجية الألمانية أن فيسترفيله عبر للدبلوماسي الروسي عن قلق حكومته من التصرف الروسي مشيرة إلى أن استدعاء الرجل الثاني في السفارة أحد أشكال الاحتجاج المتبعة بين ألمانيا وروسيا، وإن كان استدعاء السفير نفسه أشد لهجة من استدعاء نائبه. وكانت الخارجية الألمانية قد انتقدت هذه الحملة أمس الاثنين بالفعل وقالت مشيرة لذلك: "إن إعاقة عمل المؤسسات الألمانية يمكن أن يؤثر بشكل مستديم على العلاقات الثنائية بين البلدين، وهذا هو ما أوضحناه للجانب الروسي". كما عبر سياسيون ألمان عن استيائهم الشديد إزاء هذه الخطوة الروسية. وقال فولكر كاودر، رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل: "لا يمكن أن نقبل ذلك بأي حال من الأحوال". يشار إلى أن مؤسسة كونراد اديناور الألمانية مقربة من الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة ميركل.