يجهد الحكم الجديد في افريقيا الوسطى لضمان استتباب الهدوء في بانغي الخميس بانتظار تشكيل حكومة بعد تثبيت رئيس الوزراء السابق نيكولا تيانغاي في منصبه. واعلن وزير الاتصال والناطق باسم حركة سيليكا كريستوف غازم بيتي لوكالة فرانس برس ان النشاط الاداري والاقتصادي في افريقيا الوسطى سيستأنف الثلاثاء المقبل، موضحا ان "الرئيس" ميشال جوتوديا طلب من كافة قوات الامن ان تعمل "معا". وصرح غازم بيتي عقب اجتماع عقده الرئيس المعلن في افريقيا الوسطى ميشال جوتوديا مع ضباط كبار من حركة سيليكا والجيش النظامي والدرك والشرطة "سنستأنف النشاط الاقتصادي والاداري الثلاثاء على اقصى تقدير". لكن نشاط المستشفيات والادارات ما زال مشلولا ولم تفتح المحلات التجارية والمدارس في حين اعيد توزيع ماء الشرب والكهرباء جزئيا بعد اربعة ايام من اطاحة متمردي سيليكا بالرئيس فرنسوا بويزيزي. واعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة الخميس ان "الازمة في جمهورية افريقيا الوسطى (...) فاقمت الوضع الانساني الذي كان اصلا متدهورا". واضاف ان في بانغي "يعطل انعدام الامن الجهود في المجال الانساني ونقل المساعدة وخصوصا منها الطبية". واعلنت ناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر الاربعاء ان القسم الاكبر من المساعدات التي كانت في مستودعاتها قد نهبت. ولاستتباب الامن في العاصمة يقوم متمردو سيليكا بدوريات في المدينة مع عناصر من القوة المتعددة الجنسيات لدول وسط افريقيا (فوماك). واعلن رئيس الوزراء نيكولا تيانغاي الاربعاء "اننا بصدد جمع عناصر سيليكا في الثكنات" مؤكدا ان "العديد من الافراد، وهم ليسوا من سيليكا، يسيرون في المدينة ويبثون الرعب بين السكان اضافة الى اللصوص وبالتالي الوضع يتفاقم". وقد امهلت السلطات المسلحين حتى الاربعاء في الساعة 18,00 كي يعرفوا عن انفسهم وان يحملوا شارات رسمية وهدد وزير الاتصال بان ذلك القرار "سيطبق بدون هوادة". لكن العشرات من عناصر سيليكا المنتشرين في المدينة اكدوا لفرانس برس انهم ليسوا على علم بذلك، وفي معسكري دو رو وكيساي لم توزع اي شارات بعد ساعات من انتهاء المهلة حسب الضباط المنتشرين هناك. وثبت الرجل القوي الجديد في افريقيا الوسطى ميشال جوتوديا الاربعاء تيانغاي في منصب رئيس الوزراء بعد ثلاثة ايام على الاطاحة بالرئيس فرنسوا بوزيزيه الاحد. وقال نيكولا تيانغاي لوكالة فرانس برس "تم التجديد لي رئيسا للوزراء، وتم توقيع المرسوم". ووعد بتشكيل حكومة تمثل كل التيارات "على اساس اتفاقات ليبرفيل السياسية". وكان هذا المحامي والمعارض السابق يرأس حكومة وحدة وطنية منذ شهرين فقط في بانغي، بناء على اتفاق السلام المبرم في 11 كانون الثاني/يناير في ليبرفيل بين النظام وحركة التمرد والمعارضة. وبحجة عدم احترام هذا الاتفاق، شن متمردو تحالف سيليكا اواخر الاسبوع الماضي هجوما خاطفا وناجحا، فحملوا الرئيس فرانسوا بوزيزي الذي كان يتولى الحكم منذ عشر سنوات على الفرار الى الكاميرون المجاورة. ومنذ الاحد، فرض زعيم التمرد ميشال جوتوديا نفسه حاكما على البلاد، واعلن هذا الموظف السابق الذي تحول في 2005 الى حركة التمرد، الاثنين انه ينوي قيادة افريقيا الوسطى طوال "ثلاث سنوات"، حتى تنظيم انتخابات، واعلن تعليق الدستور وحل الجمعية الوطنية، موضحا انه سيحكم الان "بالمراسيم". ودعا تيانغاي المجموعة الدولية التي دانت الانقلاب الى مواصلة مساعدة بلاده التي تعد من افقر البلدان في العالم، على رغم ثرواتها الجوفية التي لم تستثمر بعد. وقال "من دون المجموعة الدولية لا نستطيع الخروج من هذا الوضع". وستعقد المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا في الثالث من نيسان/ابريل في نجامينا بتشاد قمة طارئة حول افريقيا الوسطى. ولم تشهد افريقيا الوسطى، المستعمرة الفرنسية سابقا، منذ استقلالها في 1960، سوى سلسلة من الانقلابات والانتخابات المثيرة للجدل وعمليات التمرد، وقد تولى الرئيس المخلوع فرنسوا بوزيزي السلطة عبر انقلاب في 2003.