احيت بانغي التي يسيطر عليها متمردو حركة سيليكا منذ خمسة ايام الجمعة بتحفظ، ذكرى وفاة "صانع استقلال" افريقيا الوسطى برتيليمي بوغندا، بحضور رئيس الوزراء نيكولا تيانغاي الذي يتوقع ان يعلن قريبا تشكيلة حكومته الجديدة. وتجمع نحو 300 شخص من حول جوق موسيقي احياء لتلك الشخصية البارزة في افريقيا الوسطى يوم وفاته بانفجار غريب حطم طائرته في 1959 قبل الاستقلال (1960) الذي كان هو من صنعه. وقالت سيدة من سكان بانغي طلبت عدم ذكر اسمها "عادة يشارك عدد اكبر من الناس لكنهم الان لا يستطيعون او يخافون التنقل" في حين تثير حركة التمرد التي سيطرت على الحكم الاحد، مخاوف. وقال الاب بيتر بنغيما ان برتيليمي الذي اشتهر بنضاله ضد مظالم الاستعمار ويعتبر من ابرز شخصيات افريقيا الوسطى التي كانت خاضعة للاستعمار الفرنسي، "رمز، لقد بذل الكثير من اجل بلادنا". واعرب رجل الدين عن قلقه من تولي "مسلمين" الحكم، في اشارة الى حركة سيليكا المتمردة. واكد نائب رئيس بلدية بانغي تيودور كندا "حتى وان كانت حركة سيليكا تضم مسلمين فان افريقيا الوسطى دولة علمانية ستظل كذلك". وفي هذا العيد الوطني بدت عاصمة افريقيا الوسطى الجمعة هادئة تسير فيها بعض سيارات الاجرة فقط. واعلن وزير الاتصال والناطق باسم حركة سيليكا كريستوف غازم بيتي لوكالة فرانس برس الخميس ان النشاط الاداري والاقتصادي في افريقيا الوسطى سيستأنف الثلاثاء المقبل. وافاد مصدر قريب من رئيس الوزراء نيكولا تيانغاي الذي كان رئيس الحكومة السابقة وثبته في منصبه الرئيس المعلن الجديد ميشال جوتوديا الاربعاء، بعد ثلاثة ايام على الاطاحة بالرئيس فرنسوا بوزيزيه الاحد، ان تشكيلة الحكومة "الانتقالية" قد تعلن الجمعة. وبعد فراره الى الكاميرون طلب الرئيس المخلوع اللجوء الى بنين لكنه لم يصل اليها بعد الخميس، على ما افاد وزير خارجية بنين اريفاري باكو. ومنذ الاحد، فرض زعيم التمرد ميشال جوتوديا نفسه حاكما على البلاد. واعلن هذا الموظف السابق الذي انتقل في 2005 الى حركة التمرد، الاثنين انه ينوي قيادة افريقيا الوسطى طوال "ثلاث سنوات"، حتى تنظيم انتخابات. كما اعلن تعليق الدستور وحل الجمعية الوطنية، موضحا انه سيحكم الان "بالمراسيم". وسادت الفوضى منذ بداية الاسبوع في العاصمة حيث استغل عديدون الفرصة لنهب منازل الاجانب زاعمين انهم من عناصر حركة التمرد. وغادر العديد من الفرنسيين البلاد الخميس على متن رحلة ايرفرانس لكن وزارة الخارجية الفرنسية لم تعط تعليمات لاجلاء الجالية الفرنسية على ما افاد مصدر دبلوماسي في بانغي. ودعا جوتوديا الخميس كافة قوات الامن الى العمل "سويا" على استتباب الامن وتطبيع الوضع. واعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس ان الوضع "كارثي" في المستشفيات حيث "نقل نحو 200 جريح (...) اصيبوا في المواجهات" بينما لا يزال اربعون شخصا "ينتظرون عملية عاجلة". وقالت انه "على غرار مجمل المدينة تفتقر المستشفيات الى ماء الشرب والكهرباء وقريبا الى الوقود". ولم تشهد افريقيا الوسطى، المستعمرة الفرنسية سابقا، منذ استقلالها في 1960، سوى سلسلة من الانقلابات والانتخابات المثيرة للجدل وعمليات التمرد، وقد تولى الرئيس المخلوع فرنسوا بوزيزي السلطة عبر انقلاب في 2003.