اشاد الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال لقاء في البيت الابيض في واشنطن الخميس بقادة اربع دول افريقية اعتبرهم رموزا لنجاح الديموقراطية يمكنهم قيادة قارة ناشئة. وعقد الرئيس الاميركي لقاءه مع الرؤساء ارنست باي كوروما (سيراليون) وماكي سال (السنغال) وجويس باندا (ملاوي) ورئيس الوزراء في الرأس الاخضر جوزيه ماريا بيريرا نيفيس، في اطار جهود لمساعدة دول افريقيا جنوب الصحراء لتصبح نماذج للتطور الديموقراطي في المنطقة. وقال اوباما ان "سبب اجتماعي بهؤلاء الاربعة هو انهم يشكلون مثالا للتقدم الذي نشهده في افريقيا"، مشيرا الى ان القادة الاربعة واجهوا تحديات سياسية كبيرة. واشار الى الحرب الاهلية في سيراليون والازمة الدستورية التي شهدتها ملاوي مؤخرا والاضطرابات السياسية في السنغال والنمو المنخفض في الرأس الاخضر، التي مهدت كلها الى الاستقرار والى اشارات اقتصادية مشجعة. وقال اوباما "انهم مثال للتقدم الذي نراه الآن في افريقيا". واوضح ان محادثاته مع قادة الدول الافريقية الاربع تركزت على الاعتماد على حكومات ديموقراطية جديدة وشفافية سياسية وقدرة المواطنين على المحاسبة. واضاف اوباما المولود لاب كيني "انهم يعترفون بان هناك مزيدا من العمل الذي يجب انجازه"، عارضا على الشركاء الافارقة تحسين النقل والبنية التحتية الاقتصادية. وقال الرئيس الاميركي "ليست هناك قارة تتمتع بقدرات اكبر من تلك التي تملكها القارة الافريقية". لكنه حذر في الوقت نفسه من المشاكل التي تواجهها مثل عنف المجموعات المتطرفة وعصابات تهريب المخدرات التي تسعى الى تأمين ملاذ لها في المنطقة. ورأى الرئيس الاميركي ان "الازدهار الاقتصادي لا يحدث اذا كان هناك نزاع مستمر". وكان باراك اوباما عقد لقاء ممثلا في 2011 مع قادة اربع دول افريقية هي بنين وغينيا وساحل العاج والنيجر. وكشف الرئيس الاميركي في حزيران/يونيو الماضي عن استراتيجية اميركية جديدة لافريقيا، مشيرا الى ان القارة التي تعاني من الفقر والفساد والنزاعات يمكن ان تتحول الى نجاح اقتصادي كبير في العالم. وترمي هذه الاستراتيجية الى توظيف القدرات الاقتصادية "الهائلة" للقارة من اجل التنمية لاخراج ملايين الافارقة من دائرة الفقر. وركز البيت الابيض في الوثيقة على اربع نقاط هي تعزيز المؤسسات الديموقراطية وتحفيز النمو والاستثمارات واعطاء السلام والامن الاولوية وتشجيع التنمية. وقال الرئيس الاميركي حينذاك "فيما ننظر الى المستقبل، يبدو واضحا ان افريقيا مهمة اكثر من اي وقت مضى لامن المجموعة الدولية وازدهارها وللولايات المتحدة خصوصا". واعلن البيت الابيض استراتيجيته الجديدة بعد حوالى ثلاث سنوات من تحديد باراك اوباما، اولوياته المتعلقة بافريقيا خلال رحلة الى غانا، هي الوحيدة اثناء ولايته الى جنوب الصحراء. وشددت الادارة على التقدم الذي حصل في افريقيا اثناء ولاية اوباما، عبر مواكبة ولادة دولة جنوب السودان على سبيل المثال ودعم عودة الديموقراطية في ساحل العاج او من خلال ارسال قوات خاصة لمساعدة القوات الافريقية في القبض على المتمرد الاوغندي جوزف كوني. وتجاوب باراك اوباما ايضا مع الازمات الانسانية التي عصفت بالقرن الافريقي والساحل، ووجه دعوات الى رؤساء بنين واثيوبيا وغانا وتنزانيا للمشاركة في قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد. ويجدد اوباما اهتمامه بافريقيا، في وقت تزيد الصين استثماراتها في اتجاه القارة وتسعى الى ترسيخ علاقاتها الاقتصادية.