أنقرة ـ وكالات
شدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، على أن المهم بالنسبة لهم كحكومة على رأس الحكم في البلاد، هو أن يترك عناصر منظمة "بي كا كا" الإرهابية سلاحهم أولا، ويختارون الوجهة التي سيتوجهون إليها بعد مغادرة تركيا بدون سلاح، موضحا أن وجهتهم القادمة لا تعنيهم. جاء ذلك في مقابلة لرئيس الحكومة التركية بثت بشكل مشترك على قناتي (D) التركية و(CNN)الناطقة بالتركية، مساء اليوم، والتي أوضح فيها أن ازدهار جنوب الأناضول، وتركيا بصفة عامة، وتقدمها للوصول إلى المراتب التي تستحقها، أمر مرهون بانتهاء الإرهاب في البلاد. وذكر أردوغان أن الرد الوحيد الذي يمكنه الرد به على كل من ينتقدون مفاوضات السلام الجارية في البلاد لوقف الإرهاب، ويتسآلون عن الهدف الذي تبغيه الحكومة من وراء ذلك، هو أن رفاهية البلاد، واطمئنانها، وأمانها وأمان شعبها، كلها أمور تحتم عليهم أن يبذلوا كل ما في وسعهم لوقف العنف ونزيف الدماء. وتابع أردوغان قائلا "لا يخفى على الجميع أننا نجازف بمخاطر كثيرة في سبيل تحقيق تلك الأهداف"، مؤكدا على أن تلك المفاوضات لم تقم على أساس تبادل المنافع والمصالح بين أطرافها، على حد قوله. وذكر رئيس الحكومة التركية أن مفاوضات السلام في تركيا، تسير بشكل ناجح، وأنها ستسير كذلك في المستقبل، لافتا إلى أن التناول الإيجابي من قبل الإعلام لتلك المفاوضات يساهم بشكل كبير في نجاحها بالشكل الذي ترغب فيه جميع الأطراف المعنية. وأوضح أنه لمس دعما كبيرا من المواطنين الأتراك بمختلف أطيافهم لتلك المفاوضات، واصفا ذلك الدعم، بأنه رغبة حثيثة من المواطنين لشراء "مستقبل أفضل" لهم ولأولادهم ولأحفادهم، لا وجود فيه للعنف والسلاح. ولفت أردوغان غلى أن هناك بعض الأطراف -التي لم يسمها- من داخل تركيا وهى بعض المعارضة، ومن خارجها، لا تريد للبلاد أن تنعم بالهدوء والإستقرار في المنطقة، موضحا أن تلك الأطراف تعرف أن استقرار تركيا يعني تقدمها بشكل أكبر مما هى عليه الآن، وهذا ما لا يريدون، بحسب قوله. وبيّن أردوغان أنه يطلب من عناصر المنظمة الإرهابية ترك السلحة، لا التوقف عن استخدامها، مشيرا إلى أنه في حال التوصل بشكل حقيقي إلى تخلي تلك العناصر عن السلاح، فإن الخير سيعم على البلاد. وعما إذا كانت كل من العراق وإيران سينتهجان نهجا من شأنه عرقلة مفاوضات السلام في تركيا، قال أردوغان إن العراق حاليا يفتقر إلى الوحدة، موضحا أنه لا يرى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قوة قائمة بذاتها، بل يرى القوة في الشعب العراقي وحده. وأضاف أردوغان أن نظرة الشعب العراقي لتركيا، وفكره عنها أصبح مختلفا الآن، وهو ليس كنظرة رئيس الوزراء المالكي وفكره عنها ، بحسب قوله، موضحا أن الشعب العراقي لو فكر بنفس الطريقة التي يفكر بها المالكي ، لكان الأمر خسارة كبيرة للعراق بصفة عامة. وانتقد أردوغان مواقف الحكومة العراقية التي تنادي في بعض الأحيان بأهمية الديمقراطية، وإقامة عراق جديد مبني على أسس من الديمقراطية، ومن ناحية أخرى تحيك الألاعيب للإنقضاض على الشرعية والديمقراطية، في إشارة إلى ما يحاك من أمور لعدم إجراء انتخابات مجالس المحافظات المحلية في موعدها المقرر في 20 أبريل، في محافظتي الموصل والأنبار. وذكر أردوغان أنه التقى قبل أيام رئيس الحكومة الإقليمية بشمال العراق، نيجيرفان بارزاني الذي أكد له أنهم كحكومة في شمال العراق غير راضين عن الاضطرابات التي تشهدها العراق في الوقت الحالي، واصفا لأردوغان تلك الاضطرابات بالخطيرة التي طالت القطاعات الشيعية كذلك، وليست السنية فقط، بحسب قول المسؤول العراقي. وبالنسبة للمواقف افيرانية المختلفة أوضح أردوغان أنهم منذ بداية الأحداث السورية، وهم لا يقبلون بالموقف الذي تتبناه إيران تجاه تلك الأزمة، موضحا أن السبب في ذلك الموقف الإيراني، إنما هو الموقفان المماثلان لكل من روسيا والصين حيال القضية السورية. وطالب أردوغان جميع الدول التي تدعم الظلم والظالمين أن تكف عن سلوك ذلك المسلك، لأنه لن ينتهي بخير، بحسب قوله، موضحا أن عاقبة الظلم ستكون وخيمة على من ظلم ومن ناصره.