ضخ إطلاق سراح وزير الداخلية الأوكراني السابق يوري لوتسينكو، أحد أنصار رئيس الحكومة السجينة يوليا تيموشينكو، زحما جديدا في الحراك السياسي في صفوف المعارضة الأوكرانية ،التي وجدت في الخطوة انتصارا ومقدمة لإطلاق زعيمتهم سراح زعيمتهم في أقرب وقت. وأفرجت السلطات الأوكرانية، الأحد، عن وزير الداخلية السابق يوري لوتسينكو (48 عاما) بعد أن أصدر الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش مرسوما خاصا بالعفو عنه وعن غيورغي فيليبتشوك (62 عاما) وزير البيئة السابق وأربعة أشخاص آخرين. وكان لوتسينكو قد  اعتقل في ديسمبر/كانون الأول عام 2010، وفي فبراير/شباط عام 2012 قضت محكمة أوكرانية بسجنه 4 سنوات ومصادرة ممتلكاته بتهمة تجاوز صلاحياته الوظيفية واختلاس الأموال العامة، ما يعني أن لوتسينكو خرج قبل انتهاء محكوميته بسنة ونصف تقريبا. لوتسينكو، وإن كان سعيدا بخروجه المبكر من السجن إلا إنه أكد على لسان محاميته فالينتينا زيليتشينا سعيه لإعادة اعتباره وتنظيف صفحته وإثبات براءته بالكامل أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. كما أكد لوتسينكو فور خروجه من بوابة السجن أنه سيعود إلى مزاولة نشاطه السياسي ودعم حليفته السجينة، رئيس الحكومة يوليا تيموشينكو، وقال:" طبعا سأعود إلى النشاط السياسي مع يوليا فلاديميروفنا (تيموشينكو) عند أقرب فرصة. لقد أيدتها عندما كنا في سجن واحد، وسأواصل دعمها في نضالنا المشترك"، إلا أن لوتسينكو لم يبد طموحات للترشح للمنافسة على مقعد رئاسة الجمهورية خلال انتخابات العام 2015، فهذا المكان محجوز من قبل المعارضة ليوليا تيموشينكو. ويعتبر بعض قادة المعارضة الأوكرانية إطلاق سراح لوتسينكو بشكل مبكر انتصارا شخصيا لهم، مشيرين إلى أن لا أحد (لا لوتسينكو ولا عائلته) قد قدم استرحاما إلى رئيس الجمهورية بهذا الخصوص، فيما يشير محللون إلى أن  فكتور يانوكوفيتش كان مجبرا على القيام بهذه الخطوة تحت ضغط الاتحاد الأوروبي، وذلك  على عتبة  توقيع الاتحاد مع أوكرانيا اتفاقية الشراكة ومنطقة التجارة الحرة، في نوفمبر /تشرين الثاني المقبل خلال قمة الاتحاد في العاصمة الليتوانية، والتي تلحظ إطلاق سراح تيموشينكو ولوتسينكو كشرط أخلاقي على الأقل. وأثار إطلاق سراح وزيرالداخلية الأوكراني السابق ترحيبا أوروبيا، إذ قال مفوض الاتحاد الأوربي لشوؤن التكامل ستيفان فيولي على صفحته الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي: " وأخيرا ... نرحب كثيرا بقرار الرئيس فكتور بانوكوفيتش بالعفو عن لوتسينكو و فيليبتشوك. هذه الخطوة، وإن تكن الأولى، إلا أنها خطوة هامة في حل  مشكلة العدالة الإنتقائية" حسب تعبيره فيولد ويرى المحللون أن كييف التي تنازلت  للاتحاد الأوروبي في هذه المسألة لن تتوقف عند منتصف الطريق ، ما يعني أن إطلاق سراح رئيس الحكومة السابقة  يوليا تيموشينكو بات قريبا. يشار إلى أن يوليا تيموشينكو (52 عاما) تقضي هي الأخرى محكوميتها بعد أن حكم عليها في أكتوبر/تشرين الأول 2011 بالسجن 7 سنوات في قضايا تجاوز صلاحياتها الوظيفية والفساد، فيما يرى أنصارها أنها"سجينة سياسية خطيرة" بالنسبة للرئيس الأوكراني الحالي فيكتور يانوكوفيتش وأعضاء إدارته.