تعهد نيكولاس مادورو القائم بأعمال رئيس فنزويلا بالقضاء على الفساد فى أعقاب اتهامات من منافسه فى الانتخابات الرئاسية هنريك كابريليس بأن مسؤولى الحزب الحاكم ينهبون ثروة البلاد النفطية. والفساد مشكلة مستمرة فى فنزويلا وكانت قضية رئيسية فى الحملة الانتخابية للزعيم الاشتراكى الراحل هوجو تشافيز عندما انتخب رئيسا للبلاد لأول مرة فى 1998، وأثارت وفاته بالسرطان الشهر الماضى الانتخابات التى ستجرى فى 14 أبريل. وتظهر استطلاعات الرأى أن مادورو سيفوز فى الانتخابات بفارق مريح بفضل الرضا الذى ولدته إجراءات سخية للإنفاق الاجتماعى اتخذها تشافيز رغم أن منتقدين بالمعارضة اتهموا الرئيس الراحل لسنوات بالتغاضى عن انتشار الفساد بين حلفائه. وقال مادورو الذى اختاره تشافيز ليكون خليفته "سألاحق الفساد حيثما كان، سأكرس حياتى لمحاربة الفساد إذا كان ذلك ضروريا".  وأضاف قائلا فى كلمة فى اجتماع انتخابى فى مدينة ماتورين بشرق فنزويلا يوم الاثنين "لدينا تحديات كبيرة فى التغلب على البيروقراطية والفساد وتقاعس بعض المسئولين التى يغمضون أعينهم عن مشاكل الشعب".  وتعطى استطلاعات الرأى وهى مثيرة للجدل ومتباينة بشكل كبير فى فنزويلا مادورو تقدما بفارق كبير على منافسه كابريليس. ووعد كابريليس فى الأيام القليلة الماضية بإنهاء المزايا الخاصة التى يحظى بها المقربون من زعماء الحزب الحاكم مثل الحصول السريع على مساكن حديثة البناء بينما يبقى الآخرون لسنوات فى قوائم انتظار. وكان تشافيز قد اعتمد بشدة فى أول انتخابات فاز بها فى 1998 على الغضب من انتشار الفساد فى عقد التسعينات عندما كان الفقر يزيد بشكل حاد فى وقت كانت فيه أسعار النفط منخفضة. ويقول كابريليس وهو حاكم ولاية عمره 40 عاما خسر انتخابات رئاسية أمام تشافيز العام الماضي- إن فنزويلا تحتاج إلى بداية جديدة بعد 14 عاما من الاشتراكية المتشددة التى انتهجها الرئيس الراحل. ويقول إن التأميم المتكرر فى عهد حكومة تشافيز سمح لمسئولين فاسدين بأن يسيطروا على بيع منتجات تتراوح من الاسمنت إلى البن ودفعت المشترين الذين لا حول لهم إلى دفع رشى للحصول عليها. ويريد كابريليس إقامة إدارة تجمع بين اقتصاد السوق الحر وسياسات اشتراكية قوية على غرار البرازيل رغم أن الرئيس البرازيلى السابق لويس اناسيو لولا دا سيلفا أيد علنا مادورو كوريث لصديقه تشافيز.