دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال لقائه بظيره الأميركي جون كيري، اليوم السبت، إلى نزع السلاح النووي، والى السلام والحوار من أجل حل الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة عن وانغ، قوله خلال لقائه كيري، إن "موقف الصين حول مسألة شبه الجزيرة الكورية ثابت". وأضاف وانغ أنه "مهما حصل، ستبقى الصين ملتزمة بموقف نزع السلاح والسلام في شبه الجزيرة الكورية، وبتسوية الخلاف من خلال الحوار". وإذ شدّد على قلق بيجينع الجدي إزاء الوضع، حثّ وانغ الأفرفاء المعنيين على الامتناع عن أي عمل قد يؤدي إلى تصاعد التوتر، داعياً إلى العودة إلى المحادثات مع اللجنة السداسية (الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا). ودعا وانغ الأفرقاء إلى إجراء حوار، وتحسين العلاقات فيما بينهم، وبناء الثقة، والترويج لفكرة نزع السلاح من شبه الجزيرة الكورية، وتحقيق سلام دائم في شمال شرق آسيا. وشدّد على الجهود المستمرة التي تبذلها بيجينغ باتجاه هذا الهدف. يذكر أن بيونغ يانغ صعّدت لهجتها ضد سيول وواشنطن منذ تشديد العقوبات عليها على خلفية تجربتها النووية الأخيرة، حتى أنها هدّدت بشن حرب نووية شاملة عليهما، وتحويلهما إلى "بحر من نار" بحال مضت أميركا بما سمّته "سياسة التخويف" التي تعتمدها ضدها، وتوجهت أيضاً بتهديد مباشر إلى اليابان. ودعا وانغ بلاده والولايات المتحدة إلى تضافر الجهود لضمان فضاء إلكتروني آمن ومفتوح، مجدداً جدد معارضة الصين لكل أشكال القرصنة. واعتبر أن الفضاء الالكتروني يجب أن يكون مجالاً حيث يمكن للصين والولايات المتحدة تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون الثنائي. وحثّ وانغ الفريقين على البقاء هادئين وموضوعيين لدى التعامل مع المسائل ذات الصلة، وإجراء حوار مبني على الاحترام والثقة المتبادلين. كما أعرب عن أمله بأن "يستمر الجانبان بمعالجة الخلافات بينهما، انطلاقاً من مبدأ الاحترام المتبادل". واعتبر أن المهمة الأهم في تعزيز العلاقات الثنائية، هي في الوقت الحالي، ترجمة التوافق الذي توصّل إليه رئيسا البلدين في الأعمال وفي سياسيات محددة. كما دعا الصين والولايات المتحدة إلى التفاعل إيجابياً في منطقة آسيا-المحيط الهادئ. واعتبر أن "الجهود الصينية-الأميركية الرامية إلى بناء علاقات جديدة يجب أن تبدأ من منطقة آسيا-المحيط الهادئ، حيث تلتقي مصالح البلدين، وحيث يتفاعلان بالشكل الأكبر". ودعا وانغ الفريقين إلى بدء الحوار والتعاون، وإلى إعطاء مثال عن نوع جديد من العلاقات بين البلدان الكبرى، وإلى ترجمة التوافق الذي توصل إليه رئيسا البلدين في أفعال ملموسة، بما يطمئن شعبيهما، والبلدان الأخرى في المنطقة. وحثّ وانغ البلدين على إرسال إشارات إيجابية إلى المنطقة، وإحباط محاولات إثارة المشاكل بينهما وكان الرئيس الصيني اتصل بنظيره الأميركي، باراك أوباما، في 14 نيسان/أبريل الجاري، واتفقا على الاستمرار بتعزيز الشراكة، وبإيجاد طريق لنوع جديد من العلاقات بين البلدين. ومن جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، عن اهتمامه بوضع خريطة طريق تسهّل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وأمل كيري بأن تساعد زيارته في إيجاد اتجاه جديد لتطوير الحوار الثنائي. وقال وانغ إن العلاقات الثتائية حظيت ببداية جيدة، معرباً عن أمله بتمكن الجانبين من وضع خريطة طريق تروّج للحوار والتعاون بينهما. كما التقى كيري الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ورئيس حكومة البلاد، لي كيكيانغ. وكان وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وصل صباح اليوم السبت، إلى بيجينغ، في زيارة الى الصين هي محطته الثانية في جولة على شرق آسيا كان بدأها أمس من كوريا الجنوبية. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أنه من المقرر أن يلتقي كيري خلال زيارته بقادة صينيين ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وانغ يي. يشار الى أن الصين هي المحطة الثانية لكيري بعد كوريا الجنوبية في جولته الحالية على شرق آسيا والتي تستمر لـ 4 أيام. وسوف ينتقل كيري إلى اليابان يوم غدٍ الأحد. ويسعى كيري إلى مناقشة عدة أمور ذات اهتمام مشترك مع الصين أبرزها الوضع في شبه الجزيرة الكورية، بالإضافة إلى الأزمة السورية والملف النووي الإيراني.