أغاديز ـ وكالات
شنت القوات النيجرية والفرنسية أمس الجمعة هجوما في أغاديز شمال النيجر وأعلنت أنها قضت فيه على آخر المقاتلين الإسلاميين الذين نفذوا تفجيرين هناك الخميس، أدانهما مجلس الأمن، فيما تشك فرنسا في قدوم المنفذين عبر ليبيا. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن الجيش النيجري والقوات الخاصة الفرنسية شنا صباح أمس هجوما على "مهاجع" معسكر للجيش حيث تحصن آخر المهاجمين. وذكرت أن الهجوم خلف قتيلين على الأقل "بين الإرهابيين ومحتجزي الرهائن". أما وزير الدفاع النيجري محمد كاريجو فقال إن إسلاميين يرتديان أحزمة ناسفة قتلا في الهجوم، نافيا ما سبق أن أعلنه مسؤولون نيجريون من أن العملية العسكرية جرت لتحرير ضباط احتجزهم "المهاجمون الانتحاريون" رهائن. وأضاف أنه قتل ثمانية من المهاجمين في أغاديز و"سقط لنا للأسف 24 قتيلا". بلمختار يتوعد وبعدما قالت تشاد إنه قتل، تبنى القيادي الجهادي الجزائري مختار بلمختار التفجيرين اللذين استهدفا الخميس الجيش النيجري في أغاديز ومجموعة "أريفا" النووية الفرنسية في أرليت، وتوعد بالمزيد من الهجمات على النيجر وغيرها من الدول المشاركة في التدخل العسكري في مالي. وتبنت جماعة "الموقعون بالدماء" التي يقودها مختار بلمختارالتفجيرين، وتوعدت في بيان بث على موقع على الإنترنت وقعه بلمختار شخصيا بأنه "سيكون لنا المزيد من العمليات بحول الله وقوته بل ونقل المعركة إلى داخل" النيجر. كما توعد فرنسا و"كل الدول التي تنوي المشاركة في الحملة الصليبية على أرضنا ولو باسم حفظ السلام بأننا سنذيقكم حر القتل والجراح في دياركم وبين جنودكم، وكما تَقتلون تُقتلون، وكما تَقصفون تُقصفون، والبادئ أظلم". وفي بيان آخر نقلته وكالة "الأخبار" الموريتانية الخميس، أعلن الناطق باسم جماعة "الموقعون بالدماء" الحسن ولد خليل أن بلمختار أشرف شخصيا على الهجومين، وقال إن "أكثر من عشرة مقاتلين شاركوا في العمليتين" اللتين نفذتا بالاشتراك مع جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده تبحث في فرضية استخدام مسلحين جنوب ليبيا نقطة انطلاق لتنفيذ العمليتين، وقال إنه أجرى اتصالات مع رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في أعقاب الهجومين، مضيفا أن ليبيا تستعد للإعلان عن إجراءات أمنية جديدة لضبط حدودها في الأسابيع المقبلة. إدانة دولية وفي نيويورك دان مجلس الأمن الدولي أمس الجمعة وبالإجماع التفجيرين مطالبا بإحالة منفذيهما إلى القضاء، وقال في بيان له إن الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن "تدين بأقصى شدة الاعتداءات الإرهابية في أغاديز وأرليت وتعرب عن تعاطفها العميق مع أسر ضحايا هذه الأعمال الحقودة". وأضاف أن المجلس "يشدد على ضرورة إحالة المسؤولين عن هذه الأفعال إلى القضاء ويطلب بإلحاح من كل الدول التعاون بنشاط مع السلطات النيجرية في هذا الصدد". وأكد المجلس أن "الإرهاب بكل شكل من أشكاله من أخطر التهديدات على السلام والأمن الدوليين". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن الخميس "دعم المنظمة الدولية للجهود التي تبذلها حكومة النيجر وغيرها من دول الساحل لمكافحة "الإرهاب".