تنظم المعارضة اليمينية الفرنسية المنقسمة انتخابات تمهيدية في نهاية هذا الاسبوع لاختيار مرشحها الى الانتخابات البلدية في 2014 في باريس، وسط اجواء متشنجة ناجمة عن خسارة نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الاخيرة ومزايدات اليمين المتطرف. وبعد اكثر من سنة على هزيمة ساركوزي امام الاشتراكي فرنسوا هولاند، ما زال حزبه الاتحاد من اجل حركة شعبية يبحث عن زعيم وعن خط سياسي، ويبدو عاجزا عن الاستفادة من التدني القياسي لشعبية الفريق الحاكم. وما زال ساركوزي متكتما حول نياته في العودة الى معترك السياسة. ويتردد اسمه كثيرا في مسائل قضائية في الوقت الراهن. وقد وجهت اليه تهمة استغلال ضعف المليارديرة ليليان بيتنكور (90 عاما) التي استعان بها لتمويل حملته في 2007 واعلن رئيس وزرائه السابق فرنسوا فيون (59 عاما) انه سيترشح الى الانتخابات الرئاسية في 2017، عبر الانتخابات التمهيدية في 2016 "مهما حصل". وفي مواجهته، يبدو رئيس الاتحاد من اجل حركة شعبية جان-فرنسوا كوبيه (49 عاما) ابرز منافسيه ويدافع عن "يمين متحرر من العقد". وكادت المواجهة بين الرجلين اواخر 2012 للفوز برئاسة الاتحاد من اجل حركة شعبية، خلال انتخابات داخلية شابتها عمليات تزوير، ان تؤدي الى انفجار ابرز احزاب المعارضة. ومنذ ذلك الحين، وافق فيون موقتا على التخلي عن رئاسة الحزب لكوبيه. وقال النائب كلود غواسغوين ساخرا "هذا مؤتمر يالطا، لكني لا اعرف من سيكون روزفلت ومن سيكون ستالين". والاتحاد من اجل حركة شعبية الذي انشئ في 2002 لجمع كل عائلات اليمين الفرنسي (وسطيون مؤيدون لاوروبا وليبراليون وديغوليون موالون للدولة ...)، ما زال عاجزا عن تحديد توجه استراتيجي واضح وخصوصا حيال اليمين المتطرف. وفي الانتخابات البلدية في 2014، سيستبعد الحزب اي تحالف انتخابي مع الجبهة الوطنية. وهذا لم يمنع ناشطا من الاتحاد من اجل حركة شعبية من انتهاك التعليمات في شمال فرنسا، فعمد الى تعليق عضويته. من جهتهم، تسبب نواب من الاتحاد من اجل حركة شعبية، في حصول بلبلة لدى تظاهرهم الى جانب مسؤولين من اليمين المتطرف ضد القانون الذي يجيز زواج المثليين. وتلقي الانتخابات المشؤومة اواخر 2012 والانقسامات السياسية بثقلها على الانتخابات التمهيدية التي تجرى من الجمعة الى الاثنين في باريس لاختيار مرشح الاتحاد من اجل حركة شعبية الذي سيحاول خطف المدينة من الاشتراكيين في اذار/مارس 2014. وسيتاح للناخبين الباريسيين، سواء كانوا ام لا اعضاء في الاتحاد من اجل حركة شعبية، الاختيار بين الوزيرة السابقة ناتالي كوسيوسكو-موريزي (40 عاما)، الاوفر حظا، وجان-فرنسوا لوغاري (60 عاما) ومستشار باريس بيار-ايف بورنازل (35 عاما) والنائب الاقليمي فرانك مارغان (51 عاما) الذي يعارض زواج المثليين. ودعت حركة "كتلة المتمسكون بالهوية" (اكرر كتلة المتمسكون بالهوية) ومتشددو الاتحاد من اجل حركة شعبية، الناخبين الى التصويت ضد كوسيوسكو-موريزي، لانها امتنعت عن التصويت ضد زواج المثليين بدلا من ان تصوت ضده. وحذرت كوسيوسكو موريزي المسماة ان.كاي.ام مساء الخميس في بيان من مخاطر حصول عمليات غش وتزوير في الانتخابات. وقالت ان "عددا كبيرا من الاشخاص المسجلين على موقع الانتخابات التمهيدية يواجهون مشكلة تقنية كبيرة على حواسيبهم التي سينتخبون عبرها". ورد احد عمداء الحزب انطوان روفيناش المسؤول عن تأمين حسن سير عمليات التصويت ان "التصويت الالكتروني يجعل من الصعب جدا حصول تزوير". ولامس مستوى النقاش حدود الشتيمة احيانا عندما اتهم بورنازل كوسيوسكو موريزي بالكذب والقيام بالحملة خارج المهل ... وقالت المرشحة الاشتراكية آن هيدالغو ان انقسامات اليمين مفيدة حتى لو انها اعتبرت ان "المشهد الذي يعطيه الاتحاد من اجل حركة شعبية اليوم في باريس في انتخاباته التمهيدية ليس مشهدا جيدا للديموقراطية بمجملها".