برازيليا ـ وكالات
اندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة ومحتجين خلال موجة جديدة من المظاهرات شارك فيها مئات الآلاف في أنحاء متفرقة من البلاد. وأفادت تقارير بأن ما يقرب من 800 ألف شخص نزلوا إلى شوارع كبريات المدن البرازيلية الخميس للتظاهر احتجاجا على سياسات الحكومة. في هذه الأثناء، قضى متظاهر في حادث سير في مدينة تقع بالقرب من ساو باولو في أول حالة وفاة منذ اندلاع الاحتجاجات في البرازيل. وشارك الآلاف في مسيرات في مدينة ريو دي جانيرو تصدت لها قوات الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. ووفقا للتقديرات، بلغ عدد المتظاهرين في المدينة 300 ألف متظاهر. خطورة الأوضاع وفي مدينة سلفادور شمالي البلاد، استخدمت الشرطة قنابل الغاز والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا أمام ملعب كرة قدم أقيمت عليه مباراة بين أوروجواي ونيجيريا في بطولة كأس القارات التي تستضيفها البرازيل. وأجبرت حدة الاحتجاجات التي اتسعت رقعتها رئيسة البلاد ديلما روسيف إلى إلغاء زيارتها التي كانت مقررة إلى اليابان. ويقول مراسل بي بي سي في ساو باولو إن قرار روسيف إلغاء رحلتها دليل واضح على خطورة الأوضاع في البرازيل. وتفيد التقارير بأن 29 شخصا أصيبوا جراء مصادمات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا الاقتراب من مقر مجلس المدينة في ريو دي جانيرو. وحاصرت الشرطة مقر المجلس التشريعي بالمدينة ومقري الحاكم وعمدة المدينة. وبثت شاشات التلفزيون مشاهد لشباب مقنع ينهبون محال في وسط المدينة. وكان المتظاهرون قد أخبروا مراسلنا في ريو دي جانيرو أنهم لن يتوجهوا إلى ستاد ماركانا الذي استضاف مباراة كرة القدم بين اسبانيا وتاهيتي. وفي العاصمة برازيليا أشعل متظاهرون النار في مدخل وزارة الخارجية أثناء محاولتهم اقتحام المبني مساء الخميس إلا أن الشرطة تمكنت في النهاية من صدهم. ودارت أمام مقر بلدية ساو باولو مواجهات عنيفة بين متظاهرين رشقوا عناصر الشرطة بالحجارة في حين رد هؤلاء بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. أول حالة وفاة وسجلت مساء الخميس أول حالة وفاة منذ اندلاع الاحتجاجات بعد أن قضى متظاهر دهسا كما أعلنت الشرطة العسكرية. وذكرت الشرطة على حسابها على موقع تويتر إن "سيارة صدمت ثلاثة أشخاص توفي أحدهم" مشيرة إلى أن الحادث وقع في مدينة ريبيارو بريتو على بعد 330 كيلومترا من مدينة ساو باولو. وبحسب صحف محلية، فإن سيارة حاولت اجتياز مجموعة من المتظاهرين كانوا يقطعون الطريق فدهست ثلاثة منهم. وكانت شرارة الاحتجاجات بدأت الأسبوع الماضي بعد قرار الحكومة زيادة تعريفة تذاكر الحافلات من 3 ريالات إلى 3.20 ريالات. ثم استعت رقعة المظاهرات في شتى أنحاء البلاد ضد سياسات الحكومة وما وصفوع بالفساد والاسراف في صرف الأموال في إطار التحضيرات لبطولة كأس العالم العام المقبل. ويطالب المتظاهرون بإصلاحات عديدة وتحسين التعليم والخدمات الصحية.