اقر مجلس الشيوخ الاميركي الخميس، بعد معركة تشريعية استمرت اشهرا عدة، اول اصلاح لقانون الهجرة منذ ربع قرن، الامر الذي من شأنه لدى رؤية القانون الجديد النور، ان يتيح لملايين المهاجرين غير الشرعيين، وغالبيتهم من المكسيكيين، قوننة اوضاعهم. وبأغلبية 68 صوتا مقابل 32 اقر المجلس هذا النص التاريخي الذي لا يزال بحاجة لمواءمته خلال الاشهر المقبلة مع النسخة التي يعمل مجلس النواب على اقرارها، كي يقر القانون ويصدره الرئيس باراك اوباما الذي يعتبر من ابرز داعميه. وفور اقرار النص ارتفعت في المجلس اصوات مجموعة من الناشطين الشبان الداعمين لهذا الاصلاح وقد هتف هؤلاء "نعم نستطيع!"، في استعارة لشعار حملة اوباما الانتخابية الاولى في 2008. ويعتبر هذا الاصلاح وعدا قديما قطعه الرئيس اوباما ولكنه ظل لسنوات في الادراج بسبب الخلاف حوله في واشنطن. وقد شكلت الانتخابات الرئاسية في 2012 صدمة كهربائية للحزب الجمهوري بعدما اكتشف الاخير ان فقط 29% من الناخبين المتحدرين من اصول ناطقة بالاسبانية صوتت لمرشحه ميت رومني. وقال السناتور الجمهوري النافذ جون ماكين الذي يعتبر احد واضعي نص الاصلاح "هل اننا لا نملك القدرة على ان نخرج من الظلمة 11 مليون شخص هم اليوم موضع استغلال ولا يتمتعون بالحماية التي توفرها لهم المواطنة؟". بدوره قال السناتور الديموقراطي تشارلز شومر ان هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين "هم اليوم هنا، وطردهم جميعا امر مستحيل وغير معقول". واضاف "سواء اكانوا مهاجرين من اصحاب المؤهلات العالية الذين يبتكرون التكنولوجيات الحديثة ام كانوا يدا عاملة غير مؤهلة، فان المهاجرين شكلوا على الدوام +قصة النجاح+ الاميركية". ويتيح نص الاصلاح، الواقع في اكثر من الف صفحة، تشريع اوضاع حوالى 11,5 مليون مهاجر غير شرعي ويعطيهم ايضا الحق في ان ينالوا الجنسية الاميركية بعد 13 عاما على الاقل. وينص الاصلاح القانوني ايضا على تعزيز اجراءات مراقبة الحدود الجنوبية للبلاد البالغ طولها 3200 كلم تتقاسمها الولايات المتحدة مع المكسيك.